السبت، 24 أغسطس 2013

لماذا أصبحت ملحد - الله وإبريق الشاي

::
قصة إلحاد الأخ العزيز غوديل غوس مع وافر شكري له على مشاركته. وتوجد لائحة لروابط جميع قصص الملحدين والملحدات المنشورة في المدونة، وضعتها في أسفل الهامش على يمين الصفحة، وسوف يتم تحديثها مع كل قصة جديدة تنشر في المستقبل.

سلام عليكم صديقي بصيص وعلى كل القراء الكرام،

أنا ملحد مغربي، لا أومن بوجود إله، لكن لا أنكر يقينا وجوده، لأنه لا دليل على عدم وجوده مثله مثل إبريق الشاي في مثال برتراند راسل المشهور. وإن كان هذا الإله موجوداً، فهو عاجز عن منع الشر والكوارث في العالم، أو شرير يستمتع بالمصائب ولا يحرك ساكناً، أو الأرجح غير موجود، وفي جميع الحالات لا يستحق أن نشغل به بالنا.

أما عن قصة إلحادي، فلا أعرف من أين أبدأ صراحة. فقبل أن أتحدث عن إلحادي، يجب أولاً أن أتحدث عن إسلامي، وهل كنت فعلاً مسلماً عن قناعة أم مجرد وراثة وغسيل دماغ؟ والصراحة أنني مثل أغلبية المسلمين الساحقة، ورثت الدين في مجتمع لا يولي اهتماماً للمنطق والتفكير، وتم كبح جماح حب الإستطلاع في طفولتي وصد أسئلتي حول الوجود والله والموت بإجابات دينية ركيكة ومتخلفة، كثيراً ماتستند على الترهيب من جهنم والعذاب الأبدي، لأتحول رويداً رويداً لمسلم في القطيع، أصلي أحياناً وأصوم (عندنا في المغرب، الصوم أهم ركن في الإسلام).

الحقيقة أن من أنقذني من بالوعة الإسلام وأخرجني من ظلماته هو حب القراءة وحب المنطق ومخالطة الناس الذين يختلفون عني، خصوصاً لما تركت المغرب لأواصل دراستي في أوروبا. لكن الشرارة الأولى كانت عندما طرحت علينا الأستاذة في الفصل السؤال التالي: هل نحن مسلمون عن قناعة أو عن وراثة؟ هذا السؤال زلزل كياني، وجعلني أدخل في حيرة وأتخبط في غابة من الأسئلة الوجودية. والحدث الثاني والأهم، كان عندما تعرفت على منهاج الشك لدى ديكارت، وكم أعجبني هذا المنهاج واستهواني، خصوصاً وأنه يعيد الإعتبار لفضيلة الشك التي تعتبر في مجتمعاتنا عيباً وضعفاً.

منذ تلك المرحلة في مراهقتي، وأنا في البحث والتفكير ومطالعة منتديات الملحدين مثل مدونتك المباركة هاته والتي بدأت تنير لي زوايا مظلمة يتم العتيم عليها من الشيوخ حتى لا يسقط صنم الإسلام، مثل السيرة الفضائحية لرسول الإسلام.

بعد مدة طويلة من التأمل والتمحيص، قررت أن ألحد، ولم يكن هذا بالأمر السهل، فالدين يقدم وهم الأمل والسكينة، ويحيا على الترهيب والضغط الإجتماعي رغم نواقصه وعيوبه وهشاشة بنيانه المنطقي. الإلحاد في المقابل، لا يخدعك بالتخدير والأوهام السرابية، لكنه يضعك أمام الأمر الواقع، ويحيلك للعلم والمنطق لرؤية العالم دون ملائكة ولا شياطين، ولا إله كل همه أن يسجد له الناس ويعبدوه ويخضعوا له وإلا سوف يغضب ويعذبهم.

أنا الآن ملحد منذ فترة، وألفت هذا الموقف الفكري ولم أعد أناقش المؤمنين كما كنت أفعل في بداية إلحادي، النقاش الذي كان كثيراً ما يسفر عن التشاتم والتلاعن والبغضاء. فللأسف في مجتمعاتنا، الملحد يٌصوّر على أنه كائن شيطاني شرير وجب بغضه.

أتمنى أن تساهم مدونتك وباقي المدونات والمشاركات في الحد من هذا البغض وتهدئة الأنفس حتى نستطيع بناء حوار هادف مع المؤمنين فيما يجمعنا: بناء مجتمع مدني، تزدهر فيه العلوم والحضارة وحقوق الإنسان. هذا هو الأهم، وبعده تبقى حريات فردية، فكل حر أن يعتقد ما يشاء دون فرضه على الآخرين.

وتقبل بصيص فائق إحترامي



(حدثنا عزيزي القاريئ/عزيزتي القارئة عن أسباب إلحادك حتى ننشره في المدونة. يمكنك إرسال قصتك بواسطة الإيميل إلى basees@ymail.com أو كتابتها كتعليق على أي بوست في المدونة)


* * * * * * * * * * *

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

شاهد المقطع والتعليقات :
https://www.youtube.com/watch?v=zTRgzLP5s9g

أتوقع لمن يترجم هذا المقطع وينشره على نطاق أوسع سينقذ العالم من دين الكذب والارهاب

Unknown يقول...

الى الملحدين هداهم الله تتدعون انه لا وجود لله كيف ذلك ؟؟؟؟ كيف لا يوجد اله يتحرك هذا الكون بأمره ايعقل ان تقود سياره او طائره او قطار دون ان يحركهم احد . ثم أذا كان الاسلام دين ارهاب كما تدعون لماذا يقبل ابناء الغرب عليه ويتبعونه ؟؟؟؟. اريد ان اقول لكم شيئا ماتقرأون الان لم تكتبه يدي فبمجرد تفكيري لان اكتب لكم هذا الرد وجدته مكتوب لوحده على شاشة هاتفي ولم احرك اي اصبع لاكتبه !!!

Unknown يقول...

الملحد كائن فاقد العقل ولايستطيع ان يثبت عدم وجود الله ولا كيف بدا الخلق والكون ولماذا.ولا كيف الوضع بعد الموت

غير معرف يقول...

الملحدين سبب الحادهم دوافع نفسيه لو كان الناس كلهم اغنياء وكلهم اصحاء بدنيا ويعيشون على كوكب لايوجد به شر ولاحروب ولازلازل ولاحزن ولاهم ولااحد افضل من احد ولاتشرد ولا ..الخ من مشاكل الحياه سوف يتقبلون فكرة وجود اله وخالق سريعا دون تعنت . لكنهم الحدوا لاسباب نفسيه لااكثر معتقدين انهم يغيضون الخالق وينتقمون منه بهذا العناد وعدم الايمان به