الأحد، 30 يونيو 2013

سبب العداء فشل السماء

::
أرسل لي أحد المتابعين/ات الكرام في تعليق له على البوست السابق فيديو كليب للدكتور أحمد صبحي منصور يشرح فيه وجهة نظر السماء تجاه الكلب من منظوره هو كمسلم قرآني المذهب، ويقارنها بوجهة نظر أخرى مخالفة من المنظور السلفي.

والمضحك في هذه الإختلافات والتضارب والتناقض لوجهات النظر الدينية التي يحاول كل طرف فيها تقديم مايراه هو بأنه الصحيح، وغيره هو الخاطيئ، لما تريد أن توصله السماء من آراء وشرائع وأحكام ربوبية إلى مخلوقاتها البشرية، هو أن كل محاولة يقدمها أي طرف بشري تعتبر مسمار إضافي في تابوت هذا الدين السماوي. لأنها تقدم دليل مابعده دليل على أن هذه الرسالة "الربوبية" المبعوثة من كيان كامل القدرة التعبيرية ماهي إلا منظومة فكرية هلامية ضبابية مطاطة يسودها الفوضى والإبهام والتناقض، وتخلو من أي عنصر محدد وواضح يتفق عليها جيمع الإطراف بدون إي إختلاف أو نزاع. فهي بذلك لا تختلف عن إنتاج البشر.

فعندما يحاول الدكتور أحمد صبحي دحض النظرة السلفية تجاه وضع الكلب في الإسلام، فهو في الحقيقة يطعن في وضوح رأي الرسالة الإسلامية تجاه هذا الموضوع.     

فهذا الدكتور يقدم رؤية سماوية إيجابية تجاه الكلب من الصعب الإختلاف معها، وتناهض الرؤية السماوية السلبية من المنظور السلفي. ولا يعنيني في هذا البوست ما إذا كانت السماء معادية أو غير معادية للكلب، إنما ما يعنيني هو مدى إمكانية صياغة وجهات نظر متضاربة ومتناقضة تماماً مبنية كلها على المصادر الإسلامية المعتمدة. فبينما يقدم طرف ديني وجهة نظر تجاه أمر معين، فمن السهولة البالغة تقديم وجهة نظر مناهضة تماماً لها، كما هو الحال في أحقية الخلافة ما بين السنة والشيعة والوضوء وحكم الموسيقى والردة وغيره الكثير من الأمور التي سببت تشعب المذاهب الإسلامية وعدائها تجاه بعضها البعض. ولعل هذه الحقيقة هي إحدة أكبر الدلائل على بشرية ما يسمى بالرسالة الإسلامية.

إذ يجب علينا تصديق أن هذه الرسالة سماوية!!! يعني ماذا؟ يعني أن هناك قوة ماورائية خارقة الذكاء - خــــــــــارقة الذكــــــــــاء لاحظوا - أنزلت رئياً في الكلب (وفي أمور حياتية أخرى كثيرة) لم تستطع رغم ذكائها الخارق أن تنقله إلى البشر بصيغة لا يختلف عليها إثنان!! أي أنها قد فشــــــــــــــلــــــــــــــــت في توصيل هذه الرسالة البسيطة إلى البشر. دعك عن موضوع الخلافة، وما إذا كانت السماء قد تركت أمور المسلمين "شورى بينهم" كما يعتقد السنة أو أنها أوصت بعلي بن أبي طالب كخليفة بعد محمد كما يعتقد الشيعة. إنما حتى في أمر الكلب لم تستطع أن تحدد بما لايعترية أي شك ولا يختلف عليه إثنان فيما إذا كان هذا الحيوان مكروه سماوياً أو لا.

ويريدوننا أن نؤمن بهذا الرب البشري، الفاشل حتى في التواصل.



* * * * * * * * * *

الخميس، 27 يونيو 2013

من يقدس الحجر والصرصور والفار؟

::


من مميزات الإيمان الموروث الذي يتجرعه الطفل منذ ولادته وتأثيره على الإنسان، هو منحه حصانة ومقاومة فعالة ضد العقلانية والمنطق ومايثبته الدليل العلمي، وتضييعه للقدرة على تقييم وتمييز ماهو معقول وماهو لامعقول في كل مايتعلق بعقيدته الموروثة، وتغشية وتضبيب الحدود التي تفصل الحقيقة والواقع والمحتمل من الخرافة والوهم والمستبعد.

فمثلاً، ماهي الأشياء المستبعدة لأسباب منطقية أن تندرج تحت مظلة التقديس، أي أنه من المستبعد أن يربطها البشر بقوة خارقة ميتافيزيقية ذكية يفترض أنها خلقت الوجود ووضعت قوانينه؟ فلنأخذ الخنفساء كحشرة والجرذ كحيوان والصخرة كجماد. هذه الأشياء الثلاثة كأمثلة، لا نتوقع من البشر المفكر بالفطرة أن يعاملها أو يسبغ عليها أي نوع من الأهمية والتبجيل بحيث أنه يرفعها إلى مرتبة القدسية والتبجيل التعبدي وذلك لأسباب واضحة جداً.

الخنفساء مجرد حشرة من عشرات آلاف الفصائل الحشرية الأخرى، ليس لها أي ميزة تجذب الإنسان إليها وتدفعه لأن يرفعها إلى مرتبة التقديس، ونفس الكلام ينطبق على الفأر المكروه تاريخياً وعلى الحجر الذي هو مجرد جزء صغير وشظايا متفتتة من الصخرة الكبيرة التي نعيش كلنا عليها.

ولكن رغم وضوح هذه الحقائق البديهية لغالبية البشر اليوم، إنما هناك مجموعات منهم قد توجهت عكس هذه البديهة وبجلت هذه الأشياء الثلاثة إلى مرتبة التقديس. فالحشرة (الخنفساء الجعلية) قد تم تقديسها العصر الفرعوني، والفأر يقدس حتى اليوم في معابد في الهند والصخر ... هممممم، حدث ولا حرج.

فلا يوجد في الواقع حدود فاصلة تميز ماهو يمكن تقديسه منطقيا يتفق عليها البشر. فماهو سخيف أو تافه أو مكروه عند البعض، هو مرغوب ومحبب وفي منتهى الأهمية والعقلانية. والعامل الوحيد الذي يحدد مايمكن رفعه إلى مرتبة التقديس الربوبي أو تجاهله كشيئ ليس له أهمية تذكر، هو العقيدة المكتسبة من المحيط في الصغر. ربما هذا هو العامل الوحيد - بجانب عمليات غسل الدماغ الممكنة تحقيقها على الكبار أيضاً - الذي يضبب رؤية الإنسان ويفقده القدرة على تمييز ماهو عادي وماهو فريد.

هذا الموضوع أثارته الصورة أعلاه. فكروا فيها، هؤلاء الحجاج يتزاحمون حول حجر، مجرد حجر، ليلمسوه ويتباركوا فيه. لو كان ذلك الحجر يتميز بخصائص غير عادية وواضحة يشعر بها الجميع، كأن يكون مثلاً حار أو بارد جداً في ملمسه عكس حرارة محيطه، أو أنه يتكون من عناصر غير موجودة في الكون، أو أنه لايخضع لتأثير العوامل الطبيعية كالتعرية، ولكنه في حقيقته مجرد صخرة يقال أنها نيزكية، تعرضت للتغيرات الطبيعية وتفتت إلى شظايا صغيرة مع الوقت حالها كحال أي حجر طبيعي آخر، لم يبرز أي دراسة موضوعية لها بأنها غير عادية بأي شكل من الأشكال، سوى كذب ألإعجازيين الملفقين لها.

فلا يوجد بتاتاً أي سبب منطقي أو علمي لتقديسها، سوى أن محيط مقدسيها الذي نشؤوا فيه زرع في عقولهم فكرة أن هذا الحجر ذو أهمية ربوبية. فقناعتهم في قدسية هذا الحجر لاتختلف في مسبباتها عن قناعة هؤلاء المؤمنين بأن الفأر ذو قدسية أيضاً.




الأربعاء، 26 يونيو 2013

أين الوزغ المحكوم عليه بالسحق؟

::


إسم هذا الوزغ (البريعصي) هو: الوزغ الشيطاني ذو الذيل الورقي. هل تعتقدون أننا ربما اكتشفنا، حسب شكلها العجيب وإسمها، فصيلة البريعصي التي ندم على خلقها امبراطور الكون العظيم وخالقها الجبهذ الذكي، فخصص لها من ضمن مهامه الكونية وقت ليصدر بها أوامر خاصة أنزلها على حبيبه محمد ليأمر بدوره أتباعه البلهاء بملاحقتها وقتلها بالعصي والنعل بدل من إزالتها هو بنفسه برمتها بمجرد إشارة طفيفة من أصبعه الملكي الجليل؟

طبعاً هذا الإمبراطور الغريب الأطوار لم يحدد لنا في حكمه القضائي بإعدام هذا الحيوان، أي فصيلة من الـ 1500 فصيلة الموجودة حول العالم هي التي يجري عليها حكم الإعدام رمياً بالنعال!! ربما نسى أنه قد خلق هذا العدد الهائل من الفصائل البريعصية التي تشعبت من أصلها الزاحف قبل مئات الآلاف من السنين التي سبقت التهمة المنطقية المقنعة ... لمخطوفي العقول والأطفال، التي ألصقت بها وهي محاولة نفخ النيران في محرقة خليله وعميله إبراهيم. أو ربما أنه قد عمم حكمه على جميع الفصائل بصرف النظر عما إذا كانت متورطة في خيانة رفيقه أم لا. يبدو لي أن هذا هو الأقرب إلى القبول، فهو يعكس النزعة السايكباثية وتفاهة تفكير هذا الإمبراطور.

أما بالنسبة لمعشر الزنادقة، الذين لايعترفوا بهذا السايكو كإمبراطور حقيقي يعيش فوق قبة زرقاء، ولايدينوا له بأي ولاء، بل لايعترفوا حتى في وجوده أصلاً ولا بوجود القبة، فلا يملكوا إلا الدهشة والإعجاب بكيفية تطور هذه الكائنات وتشكلها مع بيئتها في سباقها المتواصل للهروب من أعدائها. وهذه إحدى أغرب وأجمل في الحقيقة إنتاج لهذا السباق المسمى بالإنتخاب الطبيعي ...

ودعكم عن هذيان الأديان.

* * * * * * * * * *

الاثنين، 24 يونيو 2013

إلى السلفيين المصريين في الجيزة

::
على خلفية جريمة ذبح حسن شحاتة بالعصي، والتي تمثل مجرد حلقة صغيرة من سلسلة تاريخية طويلة من المذابح الطائفية المستمرة التي ينضح التاريخ الإسلامي بدماء ضحاياها، والتي لا تعد ولا تحصى في عددها، والتي تمتد عبر جميع أصقاع الأرض المبتلاة بهذا الفكر التالف والمدمر، من العراق إلى سوريا إلى باكستان إلى ماليزيا، وإلى كل مكان آخر تجتمع فيه طوائف تتشهد بالعبارة الفارغة والزائفة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، صادفت اليوم هذه الصيحة من مواطن غاضب على الوضع العفن الذي تتمرغل فيه المجتعات المتدينة، والسلفية الأصولية بالخصوص، أطلقها في مجموعة الملحدين العرب المغلقة في الفيسبوك. إرتأيت أن أنقلها في بوست قصير كما دونت، بدون ذكر إسم الكاتب، لكي أعبر بها عن شعوري أيضاً، وأختلف مع الكاتب لأنه يحصر كلامه بسلفيي الجيزة وأنا أعمم جوهر الكلام على جميع السلفيين والأصوليين وكل متدين آخر ملوي المنطق والضمير في كل زمان ومكان. (وحسن شحاتة لمن لا يعرفه يعتبر زعيم للطائفة الشيعية في مصر. ولمن يظن أني أتحيز لطائفة دون أخرى أو يظن أنه قد استنتج إنتمائاتي السابقة، فلا أملك إلا أن أقول له/ا الآتي وأعبر عنه بأقوى أسلوب تعبير "موزون" أتمكن منه، باللغة الإنجليزية، مع اعتذاري لمن لا يفهم خبايا هذه اللغة).

I don't give a fuck about who is Sunni and who is Shi'i or Christian or Jewish or Hindu or Flying Spaghetti Monster wroshipper. To me, they're all credulous fools. I think that's clear enough. I just feel sick to my stomach about this whole fucking mess.

إلى السلفيين (المصريين في الجيزة)، حصراً في الجيزة، حيث جريمة العهر المذهبي ..
سأستثني من كلامي المصريين السنة المعتدلين والليبراليين واليساريين والمصريي المسحيين الأقباط.

أيها الذباب الأفريقي، يا أقزام الخلافة، أيها المواطنون من الدرجة الثالثة والرابعة، أيها النائمون على عقولكم التي أسن عليها الليل ودماء الشهداء الأبرياء، أيها الخائفون إلا من الله!

من كان في بلده مليون جائع ومليون عاهرة، وأنابيب غازه السائل تضخ إلى إسرائيل بأقل الأثمان عالمياً، وحكومته تستدين من صندوق النقد الدولي قرضاً بفائدة حرمها كتابكم المقدس وسنة نبيكم لشراء القمح الروسي الشيوعي، ومواطنوه يقفون بطوابير العبيد أمام مداخل الأفران لشراء الخبز المدعوم حكومياً، وأناثه تختن بظاراتها، عليه أن لايتصدى للفتنة الطائفية في بلاده المتهالكة والسائرة نحو حتفها الأخير بزعامة خليفتها السادس (محمد مرسي) .. على هكذا عاهات شعبية وعقول خاوية ونفوس إجرامية تشربت الكراهية والمذهبية من ثدي الشيطان والكتب الصفراء لفقهاء الدم والعهر الديني، عليها ألا تتصدى لواجهة العمل الديني والسياسي، فإنكم حينئذ ستقودون مصركم وشعبكم إلى هولوكوست سنى شيعي / مسيحي مسلم .. وبعدها ستضيعون كما ضاعت قبلكم خلافاتكم الدينية وإمبراطوريات سلفكم الطالح التي بنتها على جماجم الشهداء ودماء العذراوات المسبيات ..

فنحن إذا نستنكر ونشجب بقوة جريمتكم الحقيرة التي تركت بصمات فتاوى لصوص الله (رجال دين سلطتكم الغاشمة)

أعطوني مكان على الكرة الأرضية فيه دين ولا يخلو من الطائفية. فهل المشكلة في الطائفية بحد ذاتها أو من أصلها: هذا الفكر الكارثي المسمى بالدين؟


لحظة مقتل حسن شحاتة (لم أشاهد هذا الفيديو)

* * * * * * * * * *

"الأرواح الفرعونية تحرك التمثال"

::
نقل موقع البي بي سي ظاهرة غريبة التقطتها كاميرات المراقبة في إحدى قاعات متحف مانشستر في بريطانيا، والظاهرة هي لتمثال فرعوني صغير يدور حول نفسه رغم أنه معزول في قفص زجاجي مقفول.

ويمكنكم مشاهدته في هذا الفيديو. راقبوا التمثال الأسود الموجود في منتصف المشهد خلف التماثيل الثلاثة الأمامية.
 

 
 
وما أريد إبرازه في هذا البوست من هذه الظاهرة هو الفرق بين النظرة التي يحكمها الفكر التسليمي الديني، الذي يميل إلى إعزاء الظواهر إلى الغيبيات، والتفكير النقدي العلمي الذي يحاول أن يبحث وينقب عن الأسباب الحقيقية وراء الظواهر التي يشاهدها.
 
صاحب الرؤية الغيبية، وعادة يكون من المتدينيين، سيقول أن دوران التمثال ناتج عن أرواح أو جن أو قوى غيبية استحضرها الفراعنة القدماء وظلت باقية في مخلفاتهم. أما صاحب الرؤية النقدية المنهجية العلمية سيقول مشي الزوار في القاعة والأورقة أو حركة سير السيارات في الشوارع المجاورة ربما تسبب اهتزاز في الأرضية، طفيف إنما يكفي لأن يحرك هذا التمثال بهذه الطريقة لسبب ما في طريقة نحته أو في نوعية الصخر المستخدم فيه.
 
التفسير الأول يعفي حامله من الحاجة إلى الدراسة والبحث والتنقيب والإستكشاف، أما الثاني فيشجعها. فالمجتمع الغاطس في الإيمانات الغيبية هو مجتمع جامد التفكير، هابط العزيمة، غير منتج ومتخلف. أما المجتمع الناقد الرافض للإيمان بالمسلمات والغيبيات، والساعي إلى البحث عن الدليل فهو المجتمع الذي يكتشف ويتقدم وينتج.
 
* * * * * * * * * *
 

الأحد، 23 يونيو 2013

أفضل أسلوب لحماية العقيدة، خداع الذات

::
أنا الآن متابع لثلاثة دعاة خليجيين مشهورين على التويتر،  محمد العوضي ومحمد العريفي وطارق السويدان. أتابع تغريداتهم في محاولة لفهم لماذا يتابعهم هذا العدد الهائل من المؤمنين. هذا لغز يحيرني فعلاً لا أستطيع فهمه، مالذي عند هؤلاء الدعاة من أقوال تجذب هذا الكم الهائل من المسلمين، عدد يفوق بكثير عدد متابعي أشهر المفكرين والمنتجين والمبدعين الحقيقيين. والإجابة التي ألاقيها دائماً من خلال تقييمي لنوعية ووزن تغريدات هؤلاء الدعاة، هو المستوى الكارثي المتدني لعقلية وفكر هؤلاء المتابعين المؤمنين الذين لن أخطأ بوصفهم بالمغفلين والسذج، فليس لدى أي من هؤلاء الدعاة أو غيرهم ممن قرأت لهم إلى الآن من أقوال سوى "حكاوي" من هنا وهناك، وترديدات لحكم ونصائح وإرشادات دينية مكررة ومبتذلة، يتجرعها المسلم من البيت والمدرسة والعمل والمسجد ومن كل مكان آخر يذهب إليه، لا جديد بتاتاً فيما يقولون.

على أي حال، صادفت اليوم هذه التغريدة لمحمد العوضي يقول فيها:

يوم الجمعة في دار الشروق، - القاهرة مع الدكتور عمرو شريف وبيده كتابه (رحلة عقل، العلم يقود أشرس الملاحدة للإيمان)

وهي لصورة أنشرها أدناه. ومحمد العوضي بالذات يشن حرب شعواء ضد الإلحاد منذ فترة طويلة، لأنه أحد الأقطاب الإسلاميين القلائل الذين يدركون حقيقة إنتشار الإلحاد في المجتمع الإسلامي وأبعاد هذه الظاهرة على الفكر الديني اللاهوتي بشكل عام وليس على عقيدة معينة فقط، ولذلك يحاول مستميتاً لوي هذه الحقيقة وتعتيمها. والمضحك في هذه الصورة والتغريدة المصاحبة لها، هو أن هذا الكتاب الذي يحاول تسويقه لكاتبه عمرو شريف، يبين من عنوانه درجة اليأس أو خداع الذات الذي وصل إليه القادة المسلمون في محاولتهم لتعتيم الحقيقة. فليس من المعقول أنهم جهلة إلى هذه الدرجة المنحطة بــــــــــجــــــــــمــــــــــيــــــــــع الإستفتاءات الدولية التي تبين أن الإلحاد في تزايد مضطرد والأديان في انحسارمتسارع، وأن الغالبية الكبرى من العلماء التجريبيون، والنوابغ منهم بالذات، مــــــــــلــــــــــحــــــــــدووووون، أكررها مرة أخرى؟ هاهي بسطر لوحدها، مكبرة وبارزة:

أكثرية العلماء التجريبيون مـــــــــــــــلـــــــــــــــحــــــــــــــــدووووووووووووووووووون.

وهذه معلومة أخرى أصادفها كثيراً: أكثر الفلاسفة ملحدون أيضاً. وأيضاً كلما زادت ثقافة الإنسان ارتفع احتمال إلحاده. فكل هذه حقائق تدعمها الدراسات، وكتبت عنها كثيراً في هذه المدونة في السابق. فعلى أي أساس يصدر مفكر إسلامي  كتاب كاذب فاحش يزعم عكس ذلك؟؟؟ ماهي الأعمدة التي سيرتكز عليها؟ يعني هل نفهم أن المسلمين الذين يستهدفهم هذا الكتاب جهلة أو أغبياء إلى هذه الدرجة؟؟؟ همممممم ...... ممكن؟ هل سمع أحدكم بأن ريتشارد دوكنز أو سام هاريس أو دان دينيت قد تدين، فهؤلاء هم أقطاب الإلحاد وأشرسهم في العالم، وهؤلاء هم الذين ساهموا في نشر الإلحاد دولياً بكتبهم، أكثر من أي ملحد آخر؟

لماذا لاتعترفوا بأن الإلحاد في زيادة، وأنه منتشر مع العلماء المفكرين بالذات، ثم تبنون دفاعكم أو هجومكم على الحقيقة والواقع؟ لماذا الحاجة إلى الكذب الواضح الفاحش إذا كانت عقيدتكم ربوبية صحيحة؟ ألا تستطيع أن تصمد لوحدها بقوة فحواها "الربوبي" وسند من السماء التي يفترض أنها قد هبطت منه، بدون الحاجة إلى التزييف واللوي والكذب من عندكم للحفاظ عليها؟ 

لاتستطيعون كشف الحقيقة لأنها ستعني أن الدين عقيدة زائفة وخاسرة ولا تستطيع خداع الإنسان الواعي والصادق مع نفسه.

 
 
* * * * * * * * * *
 

السبت، 22 يونيو 2013

مطلوب توحيد صفوف الملحدين

::
أرسل لي الأخ المتابع ب ع، إقتراح في تعليق له في هذا البوست، يطلب فيه توحيد صفوف الملحدين واللادينيين لمواجهة الهجوم المكثف الذي يشنه المتدينون ضد كل من ينتقد أو يبدي رأي مخالف لما يعتبروه مسلمات وثوابت وحقائق لا يعتريها الشك ولا تحتمل النقد أو الرفض. وهذا اقتراحه أنقله لكم بالكامل:
 
يجب علينا نحن توحيد صفوفنا ضد من وحدوها علينا. عندما أتناقش أو أبدي رأي مع مسلمين في تويتر أو الفيسبوك أو في المجالس، تنهال عليك الشتائم من كل صوب، ولا أجد ((فزعة)) ممن هم مثلي. أطالبك الآن بفتح حساب جديد في تويتر، وتشكيل قروب ملحدين للدفاع ودعم حسابات بعض.
 
ثم يستطرد في تعليق آخر قائلاً:
 
مثلاً عندما علقت على احدى تغريدات العريفي، هجم علي شبيحته بالشتائم والدعاوي والريبورت سبام. فلو أقمت لنا حساب، وجعلته مغلق وخاص بنا، وجعلناه مثل جمعيات الدعم، حتى وأن لم تغرد فيه بكثرة ولكن يتم نشره بقوة من الجميع على أنه حساب للدعم المعنوي والفضفضة وتبادل الخبرات، وتوجيه الجميع على قضية معينة أوالنظر في موضوع بعينه والتركيز عليه لفترة معينة. ولن يأخذ منك وقت في إدراته فهو لن يكن حساب تقليدي يعتمد على التغريدات التي تكتبها، بل سيعتمد على انتشاره في مجتمع الملحدين على أنه حساب دعم.
 
أنا أحبذ جداً تأسيس مجموعات تسعى إلى توحيد الصفوف وتبادل الآراء والتجارب والخبرات بين الملحدين واللادينيين، فهذا مصدر مهم وخطوة ضرورية ضمن المساعي التوعوية لتنبيه المجتمع الإسلامي بخطورة هيمنة الفكر الخرافي الموروث عليها. ومثل هذه المساعي تطرح وتناقش كثيراً في المنتديات اللادينية والإلحادية، منتدى اللادينيين العرب و منتدى الملحدين العرب. كما يوجد هناك عشرات المجموعات المماثلة في الفيسبوك والتويتر وقد ذكرت بعضها في هذا البوست.
 
وأنا على استعداد لتأسيس أي مجموعة تهدف إلى توحيد الصفوف ومواجهة التحدي والهجوم المضاد، إنما ضمن مايتوفر لي من وقت. ولكني لا أعرف ماهي آلية عمل هذه المجموعة أو كيفية القيام بها وإدارتها. فما رأيكم؟ هل توجد لديكم إقتراحات أو دافع لتأسيس مجموعة كهذه؟ إذا كانت لديكم أفكار أو حول اقتراح الأخ ب ع، أو مجرد تسجيل إستحسان أورغبة، دونوها في صفحة التعليقات.
 
* * * * * * * * * *
 


الجمعة، 21 يونيو 2013

إستراحة الويك إند - الثعلب يقول ساعدوني

::
الثعالب، رغم أنها تنتمي إلى عائلة الكلاب والذئاب، يصعب تربيتها كحيوانات أليفة كالكلاب والقطط، وذلك بسبب خوفها وحذرها الفطري الشديد تجاه الإنسان، فعندما يواجه الثعلب البري (بمعنى الطليق) إنسان، يهرب منه بسرعة.
 
ولكن في هذا الفيديو كليب، صادف رجلان في روسيا ثعلب بري صغير قد غرس رأسه في جرة زجاجية لايستطيع التخلص منها. والعجيب في المشهد أن الثعلب مشى نحو الرجلين بدل الهرب منهما، وكأنه يطلب مساعدتهما، ووقف عندهما لينتظرها منهم أيضاً. هل تعتقدون أنه قد طلب مساعدتهما فعلاً، أم أن حبس رأسه في الجرة قد شوش تفكيره وأزال خوفه من البشر؟ شاهدوا واحكموا بانفسكم (وهذا حيوان آخر يبدو أنه يطلب المساعدة من البشر نشرته في بوست سابق هـنـا).

 
 
 
 
وهذا فيديو كليب آخر لم يقلقني شخصياً، لأني لا أخاف من هذه الفصيلة من الحيوانات، ولكنه سيقلق الكثير ممن يرتعب منها. فهي تستطيع فتح الأبواب والدخول إلى المنازل ... أوووووووه، رعب، خوف، هلع، لمن لا يستطيع قفل غرفة نومه بالمفتاح.
 
 
 
 
* * * * * * * * * *
 

الخميس، 20 يونيو 2013

خواطر هرطقية - الببغاء لا تفهم ماتردده

::
تصبحت يوم أمس على تغريدة للداعية الكويتي محمد العوضي أضحكتني وحركت في ذهني الرغبة في التعليق عليها. والتغريدة عبارة عن دعاء قصير جداً وروتيني مبتذل، يكرره المؤمن المسلم كجزء من ترانيمه اليومية لشتى التسابيح والأدعية الأخرى بتواصل ممل وتغييب ذهني تام بدون أي معاينة نقدية فاحصة لها ومقارنتها مع مايحدث على أرض الواقع. مجرد عبارات أحلامية تواقة معلقة كالفقاعات الفارغة في فضاء ذاكرته، ليس لها أي ارتباط مع حقائق الحياة، إنما يؤمن المتدين بأنها ستغير مجرى حياته. والدعاء هو هذا:
 
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب
يعقب اليأس من رحمتك
والقنوط من مغفرتك
والحرمان من سعة ماعندك
 
فلنقتطفه سطراً سطراً من فضائه لنضعه تحت أبسط مجهر فكري ونرى ماذا يعني.
 
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب. لاحظوا عبارة "لكل ذنب". سؤال يخطر ببالي كلما سمعت عن ضرورة الحاجة إلى الإستغفار إلى الرب، ولا يكفي ذلك فقط، بل إستغفاره لكل ذنب أيضاً: لماذا هذا الهوس الربوبي في إرغام "الخلق" على طلب الصفح والمغفرة؟ ولأفعال أغلبها ليس للإله أصلاً دخل فيها؟ كمثال: أنا اعتديت بغير حق أو مبرر على جاري، فها أنا قد أذنبت بحقه. طيب، أليس من الإنسانية والعدالة أني أذهب له هو وأقدم اعتذاري له وأطلب منه أن يسامحني على فعلتي؟ فما هي الحاجة إذاً أن أرسل أيضاً رسالة رسمية إلى رئيس المحافظة أو رئيس الدولة لأطلب منه أن يسامحني هو أيضاً شخصياً لاعتدائي على جاري؟ مادخل الحاكم في الموضوع؟ لماذا الحاجة إلى التذلل إلى السلطة العليا في أمور لاتعنيها؟ فكونه أعلى سلطة، لماذا إقحام الرب إذاً في كل فعلة صغيرة أو كبيرة؟ الإجابة بسيطة: لكي تعطي الوسيط الذي يمثل الرب، سواء كان نبي أو ماينوب عنه من أي معتوه ارتدى جبة وعمامة، أكبر قدر من السيطرة على حياة أتباعه من خلال إثارة الحاجة إليه كوسيط يمثل الرب. 
 
يعقب اليأس من رحمتك، والقنوط من مغفرتك. أي لا يكفي الإعتذار من جاري وصفحه هو عني، بل مالم أتذلل إلى الحاكم أيضاً لكي يساحمني هو أيضاً على فعلتي ضد جاري الذي تصافحت معه ورجعنا أحباب، فسوف تصاحبني حالة من اليأس والقنوط فيما تبقى من عمري. هل تجدون هذه الفكرة مقنعة؟
 
والحرمان من سعة ماعندك. لماذا يطلب المسلم من ربه الوسع في رزقه، أو توفير المساعدة لسد أي حاجة أخرى، هو تصرف يحيرني كثيراً. فنظرة واحدة إلى الفقر المدقع والبؤس والشقاء المتفشي في المجتمعات الإسلامية التي يعيش أغلبها تحت معدل الدخل الدولي، تثبت أن هذا الرب الذي يطلبون من سعته إما أنه بخيل أو يعاني هو نفسه من فقر. ولكن في مثالنا، فهذا يعني أن جلالة الحاكم سوف يوقف عني ويحرمني أيضاً من جميع التسهيلات والمعونات المتوفرة لديه حين أحتاج إليها، لأني لم أطلب الصفح منه على عمل شخصي حدث بين اثنين واصطلح وانتهى، لا يخصه هو ولا يخص المجتمع. 
 
ياسلام على الدعاء اليومي الفكري العميق. أو هل لأن الببغاء تردد كلام فارغ لا تفهمه.
 
* * * * * * * * * *
 


الاثنين، 17 يونيو 2013

نافينا تتغذى بالضوء

::
أقدم لكم نافينا شاين، امرأة تعتزم أن تتغذى على الضوء بدلاً من الخبز والرز والبطاطس والسمك واللحم. وكيف؟ همممم ... لا أدري، ولكنها مقتنعة بأن الجسم لايحتاج إلى إنتاج المطبخ الذي يجب أن يمر بالجهاز الهضمي، بل تعتقد أنه من الممكن تغذية الجسم بواسطة تعريضه للضوء!! وهي تقوم حالياً بإجراء تجربة على نفسها بالإمتناع عن الأكل تماماً، مقتصرة على السوائل الغير مغذية كالماء والشاي فقط ... وطبعاً وجبات لاشهية من الضوء. وكلنا يعرف النتيجة التراجيدية التي ستصيبها إن لم ترمم العطب المنطقي الذي أصابها، وتعيد تشغيل فكها بمضغ وبلع هذه المواد المشكلة اللذيذة المسماة بالطعام.
 
 
 

كلنا نعرف نتيجة حرمان الجسم من الطعام لمدة طويلة: الموت. ولكن لماذا نعرف نحن هذه الحقيقة ونتحاشاها، وتتجاهلها هذه المرأة؟ فمن الواضح أنها ليست مجنونة أو مخرفة أو جاهلة، فهذا واضح من أسلوب حديثها، فلماذا تقدم على هذا العمل الإنتحاري الأرعن؟ 
 
الإجابة هي: الإيـــــــمان، أخطر موقف فكري يتخذه البشر. لأن تعريف الإيمان هو تبني فكرة ما بدون الحاجة إلى الدليل لإثبات صحتها أو خطأها، ، فالأيمان - الإيمان بعقيدة ما سواءً دينية أو غيرها - هي حالة فكرية مكتسبة من خلال آليات تربوية مشبوهة وفالتة من قبضة العقل والمنطق، كالتلقين، وغسل الدماغ، والتكرار المتواصل للمفاهيم المرغوبة، والحرمان الفكري بمنع الأفكار المخالفة من دخول الذهن، وأسلوب التخويف والترغيب، والرشوة، وغيرها من الأساليب الأخرى التي تعوم خارج دائرة الفحص المنهجي المتمحص الصارم.
 
فمن الواضح أن هذه السيدة التي توشك أن تجوع نفسها حتى الموت لكي تثبت صحة فكرة أن الجسم يتغذى على الضوء، قد اكتسبت هذه الفكرة بإحدى هذه الوسائل، سواءً بخداع الغير لها أو بخداع نفسها، لأن العلم المنهجي لا يدعم هذا المعتقد.
 
أليس من الغرابة كيف يتجاهل الإنسان أبسط الحقائق حين تستحوذ فكرة ما عليه وتتجذر في رأسه فيؤمن بها رغم هزالة الدليل أو حتى غيابه التام؟ فربما حتى طلبة الإبتدائي اليوم يعرفون أن العمليات الحيوية التي تبقى الكائنات على قيد الحياة، مصممة بأكملها، من أجهزة الهضم، معدة وأمعاء وبنكرياس ومرارة، إلى أجهزة التصفية، الكبد والكليتين، إلى وظيفة الدورة الدموية، إلى عملية الإحتراق الميتابولي (الإيضي) كلها موجهة لاستقبال وتوضيف الطعام لعمليات الجسم وليس الضوء. فلا توجد آلية واحده في جسم الإنسان أو باقي الحيوانات، تتمكن من تحويل الضوء إلى طعام.
 
فقد نشعر بالأسف أو يمتلكنا الضحك على نمط التفكير الملتوي لهذه المرأة، ولكن أليس من الغرابة أيضاً أن الغالبية الكبرى من البشر الذين سيستغربوا ويضحكوا على سلوك هذه المرأة، لن يلاحظوا التشابه الكبير بين التواء تفكيرها والتواء تفكيرهم وتعارضه أيضاً مع أبسط الحقائق المعروفة اليوم؟
 
فحين يؤمن الكثير بأن هناك إنسان قد عبر الكون على ظهر بغلة مجنحة، فهؤلاء يتجاهلوا أبسط الحقائق المعروفة، وهي أن جسم الإنسان والبغال ليس مصمم بأن يتحمل التعرض لدرجة من البرد تصل إلى الصفر المطلق، ولا يتحمل الضغط الجوي المعدوم، ولا يتحمل الإشعاعات الكونية المدمرة، ولا يتحمل حرمانه من الأكسجين، وأن الأجنحة لن تنفع في حمل أو دفع الأجسام في فراغ الفضاء. ولكن حين تتجذر عقيدة ما في ذهن الإنسان، فجميع الحقائق التي يعرفها يسقطها من حسبانه بشتى المبررات، كالتدخل الميتافيزيقي الذي لاتدعمه تجربة أو مشاهدة واحدة في تاريخ العلم، لكي يحتفظ بالفكرة المتجذرة مهما بلغت من تفاهة أو سخافة أو خطورة.
 
فعقيدة هذه المرأة، وإن بدت لامعقوليتها إلى أقصى الحدود، لاتختلف بتاتاً في جوهرها عن العقائد الدينية للغالبية الكبرى من البشر على وجه الكرة الأرضية. ولمن يريد السخرية والضحك أو يشعر بالأسف على عقيدة هذه المرأة وإيمانها، فالأحرى أن يعاين عقيدته وإيمانه هو أولاً.

 
 
 

الجمعة، 14 يونيو 2013

هل نحن والكون من حولنا مجرد برنامج في كمبيوتر؟

::
أرسلت لي المتابعة العزيزة لي سان هذا البرنامج الذي يتناول عدة أفكار مثيرة عن الأسس البايولوجية للإيمان بوجود إله ويطرح فكرة مختلفة عن طبيعة الوجود، وما يثير إهتمامي شخصياً هو فكرة أصادفها كثيراً في النشرات العلمية ولها أسس عينية قوية رغم أنها هامشية ضمن المجرى العلمي العريض، وتبحث في احتمالية أننا وما نراه ونشعر به من حولنا ماهو إلا مجرد برنامج إلكتروني في كمبيوتر متقدم تديره كائنات متقدمة جداً في تطورها العقلي، إنما لاتختلف عنا في طبيعتها، وربما تكون بشر مثلنا ولكن متقدمة عنا. ويشرح الفكرة ريتشارد تيريل أحد العلماء العاملين في ناسا.
 
ورغم أن هناك معارضة فلسفية وعلمية ضد هذه الفكرة، إنما شخصياً لا أستبعدها. فما رأيكم؟ هل نحن مجرد كيانات ألكترونية لاوجود لها في الحقيقة؟ أنا أدرك بأن الرد على هذا السؤال يحتاج إلى إلمام بالبحث، ولكني أريد أنطباعة عامة عن الفكرة كما نقلها البرنامج وليس تحليل متعمق، فشاركونا بآرائكم في صفحة التعليقات. والفيديو مترجم للعربية.
 
 
 
 

الأربعاء، 12 يونيو 2013

مصابيح مضيئة في نفق مظلم

::
اقترح علي الأخ العزيز لوجيكال في البوست السابق أن أنشر لائحة بالمواقع اللادينية الإلحادية لهدف التعرف عليها والإطلاع على بعض المواهب الفكرية الحرة المنتشرة في فضاء الإنترنت. وتلبية لاقتراحه واستجابة للطلبات التي تأتيني بين حين وآخر بالإميل حول نفس الإستفسار، سوف أخصص هذا البوست لهذا الهدف.
 
وأود التنويه أولاً بأن هذه اللائحة سوف تكون مقصرة عن غير عمد بحق الكثير من الزملاء المدونين والمغردين والناشطين على الفيسبوك، لأني لا أملك الوقت الذي يتطلبه البحث في فضاء الإنترنت على المواهب العديدة الموجودة لتغطيتها، ولهذا فإني أعتذر مقدماً للزملاء الذين قد لا أشملهم في اللائحة سواءً للسبب المذكور أو سهواً. واللائحة مفتوحة لتزكية القراء الكرام لمواقع يرون أنها تستحق الإدراج. كما أن اللائحة سوف تشمل المواقع الإلحادية/اللادينية حصراً، ولن أدرج أي من المواقع الهامة الكثيرة الأخرى إذا لم تصنف تحت هذا التعريف، فهذه سوف أخصص لها بوست آخر.
 
وأتوقع أن أغلب المواقع التي سوف أدرجها هنا سوف تكون مألوفة لغالبية القراء المتابعين، ولذلك فربما سيكون البوست موجه في الغالب للملحدين واللادينين الجدد الذين تحرروا من أكبال الخرافة مؤخراً ويرغبون في استكشاف ما تحويه الإنترنت من المروج الفكرية النقدية الطلقة.
 
المنتديات اللادينية:
 
*  شبكة اللادينين العرب، لعله أقدم منتدى لاديني/إلحادي عربي موجود في الإنترنت، تأسس حول عام 2003 على ماأظن، وقد كنت أرتاده بكثافة في السابق كقاريئ أكثر من مشارك، ولي فيه ذكريات كثيرة وجميلة لحوارات جرت على مستويات شاهقة من العلم والمعرفة وقوة البرهان والدليل من طرف الملحدين مقابل المتدينين، وقد جنيت منها فائدة عظيمة لازلت أستخدمها في تدويناتي. وكان من أعضائه ما أعتبرهم بلا مبالغة عمالقة في الفكر اللاديني الحر، من بينهم معرفات كـ سواح والقبطان وراضي عاقل وشهاب الدمشقي والختيار وأبيقور. كلهم للأسف توقفوا عن الكتابة هناك، ولا أعرف إن كانوا لايزالوا نشطين في مواقع أخرى. وموقع المنتدى هـنـا.
 
*  شبكة الملحدين العرب، أكبر منتدى إلحادي عربي، يحوي على أكبر عدد من المشاركين الملحدين، وكنت أرتاده بكثافة أيضاً في السابق، وانقطعت عنه لعدم وجود الوقت، وموقعه هـنـا.
 
*  منتدى الراوندي، وهو منتدى إلحادي أسسه صديق اكتسب شهرة وصيت لامع في بلوغسفير الإلحاد العربي وحاز على إعجاب ومحبة الكثيرون، وهو الملحد السعودي النشط حميد العنزي، ومنتداه كان هـنـا. (غير موجود حالياً لسبب لا أعرفه، وربما يشرح لنا حميد لو مر هنا ما إذا قد أغلقه أم نقله إلى موقع آخر).
 
*  موقع العقول الحرة، ويدرج أغلب المدونات اللادينية الإلحادية العربية، الناشطة منها والمتوقفة، الموجودة في فضاء الإنترنت، وفي الحقيقة مجرد ذكر هذا الموقع يوفر كتابة هذا البوست بأكمله. فمن يريد التعرف على ماهو موجود من مدونات للملحدين العرب فليزور هذا الموقع. ورابطه هـنـا.
 
*  سوف أختار خمسة مدونات (كرقم اعتباطي) من ضمن اللائحة الموجودة في موقع العقول الحرة للتزكية على زيارتها وقرائة مقالاتها بسبب عمق البحوث فيها والمستوى المعرفي المرتفع لأصحابها. ولايعني هذا أنهم المميزون الوحيدون في كتابتهم، بل يوجد الكثير من المدونين مثلهم، ولكني لا بد أن أحدد رقم ما، وقد رسيت على خمسة فقط، والتدرج في العدد من 1 إلى 5 ليس ذو أهمية ولايعكس مستوى مدون دون آخر، وهم:
 
1-  أعتقد أن الغالبية الكبرى تعرف مدونة الرمال لابن كريشان، وقد كانت في وقت سابق تجذب عدد من القراء يفوق عدد قراء بعض الجرائد المحلية المعروفة. ورابطها الجديد هـنـا وإرشيف المقالات السابقة له ستجدوه هـنـا.
 
2-  مدونة أبو لهب، وهذه إحدى أهم المدونات الإلحادية الموجودة في الإنترنت لما تحتويه من مواضيع عالية المستوى في كشف هزالة المزاعم القرآنية وكذب التلفيقات الإعجازية، وهذا رابطها هـنـا.
 
3-  مدونة آية، وهي كاتبة كويتية على مستوى رفيع من الثقافة والإطلاع. لها أسلوب سلس ومفهوم في شرح مفاهيم علمية صعبة وتبسيطها للقاريئ العادي. ورابطها هـنـا.
 
4-  مدونة راضي عاقل، أحد الأعضاء القدماء في منتدى اللادينيين العرب، وكانت له مشاركات قيمة كثيرة وحوارات شاهقة المستوى هناك مقابل المحاورين المسلمين. وقد توقف عن الكتابة الآن ولكن توجد له بعض المقالات في مدونته هـنـا.
 
5-  مدونة أثير عراقي، وتحتوي على مجموعة من المقالات المتفرقة القيمة المفحمة للتلفيق والكذب الديني، رابطها هـنـا.
 
*  وتوجد مئات (وربما آلاف) المواقع اللادينية/الإلحادية والعلمانية وذات التفكير الحر النشطة على الفيسبوك، أختار لكم بعضها (سيكون بعضها مغلق ويتطلب دعوة لدخوله):
 
1-  شبكة الملحدين العرب هـنـا.
2-  منتدى اللادينيين العرب هـنـا.
3-  لا إله إلا العقل وحده لاشريك له هـنـا.
4-  ملحد وأفتخر هـنـا.
5-  منتدى المناظرات الإلحادية/الدينية هـنـا.
6-  الإنسان الكوني هـنـا.
7-  العقول الحرة هـنـا.
 
*  أما على التويتر، فلأني جديد نسبياً في هذه القناة الإجتماعية ولا أتفاعل معها كثيراً، فالصفحات التي أعرفها قليلة جداً وسوف أدرج تزكية الأخ لوجيكال للمغردين الملحدين:
 
1-  أساطير الأولين هـنـا.
2-  عربي ملحد هـنـا.
3-  بسام البغدادي، وهو شخصية صحفية عراقية معروفة هـنـا.
4-  وطبعا لاننسى فاطمة الجهراء، التي ذكرتها في بوست سابق، وصفحتها مرة أخرى هـنـا.
 
*  مواقع إلحادية/علمانية متفرقة:
 
1-  ضفاف مخضبة بالجنون. مدون له أسلوب نثري بلاغي مميز جداً ورائع في التعبير، ويبدو أنه ملحد والله أعلم، وقد توقف عن الكتابة منذ فترة طويلة للأسف. رابطه هـنـا.
2-  قناة ملحد يعرف نفسه بـ مصري ملحد، مزق القرآن في فيديو له على اليوتيوب وأحدث ضجة وغضب عارم في الأوساط الدينية، وله تسجيلات كثيرة على قناته ينتقد فيها الدين، رابطه هـنـا.
3-  صفحة كامل النجار في موقع إيلاف، أحد أهم الكتاب الملحدين الناقدين للفكر الإسلامي، رابطها هـنـا.
4-  موقع أعمال سيد القمني الغني عن التعريف هـنـا.
5-  مدونة نوافكو الرائعة، والتي للأسف متوقفة حالياً وخالية كما يبدو من المقالات السابقة، وهذا رابطها على أي حال هـنـا، لربما يعود نوافكو للتدوين.
6-  الذاكرة، مدونة علمية مهمة من اقتراح الأخ العزيز م-د مدى الحياة، ورابطها هـنـا
 
هذه مجرد عينة صغيرة جداً مما هو موجود، وسوف يسعدني أن أدرج أي تزكيات آخرى من القراء (بعد معاينتها طبعاً).
 
* * * * * * * * * *
 


الاثنين، 10 يونيو 2013

سدرة أبو بلهان لا تستجيب الدعاء

::
توجد ظاهرة تويترية مميزة إسمها فاطمة الجهراء. وفاطمة الجهراء هذه مغردة كويتية ملحدة، وحسب قرائتي السريعة لتغريداتها، أعتبرها إحدى أشد وأبدع النقاد الملحدين الساخرين من الفكر الديني وأتباعه. فهي تملك نظرة ثاقبة وعقل حاد تقود به لسان سوطي نقدي لاذع لتفاهات الدين وسلوكيات أتباعه يجعلني أشعر بالرفق للمتلقي لطرف سوطها.

تملكني الفضول قبل بضعة أيام فقمت بزيارة لصفحتها على التويتر فوجدت هناك ساحة تراشق ضخمة ليس للنقد الجاد فقط بل للتسلية أيضاً بالسخرية مما يعج به الدين من مهازل. فلم أستطع مقاومة المشاركة ببعض التغريدات التي سرعان ماجلبت لي ردود عديدة أغلبها من المسلمين الذين يبدو أنهم يتواجدون بتزاحم كبير هناك، لاشك لسبب ماورائي غيبي غامض لا أفهمه، تشتمني وتدعوا علي من ربها بشتى أنواع الشقاء والعذاب، حتى بلغ عدد الردود على إحدى تغريداتي أكثر من ثلاثين رد. فإن كانت بضعة تغريدات مني جلبت لي هذا العدد الضخم من الشتائم والإبتهالات بإلحاق السوء والضرر ضدي، فتصورا حجم مثل هذه الردود التي تستلمها فاطمة الجهراء يوميا على مدى الفترة التي مارست نشاطها هذا على التويتر.

والتويتر كقناة للتواصل الإجتماعي، تمثل عوام جماهير المسلمين، فهي لاتقتصر على شريحة دون أخرى، بل تمثل مزيج من أفراد المجتمع المشارك فيها، وهذا بدوره يعني أنها تقدم صورة كاشفة لنمط تفكير العامة في المجتمع المتدين. وهذا هو محور الطرح، والنقطة التي أود أن أتناولها اليوم.

عندما تدخل صفحة هذه المغردة وتقرأ الردود التي تأتيها، ستجد أن الغالبية الكبرى منها تدعوا على فاطمة الجهراء بشتى أنواع العذاب والمعاناة، من التمنى بإصابتها بالسرطان إلى الإحتراق إلى الدهس إلى التقطيع، وهذا يثير نقطتين:
 
1- أن أمنية إنسان بدعوته الخالصة لإلحاق الأذى والسوء ضد إنسان آخر، لا لسبب سوى أن ذاك الإنسان اختلف معه في رأيه وانتقد قناعاته، فهذا تصرف لا يحدث في العادة وليس له مبرر خارج الإطار الديني. فلو انتقد شخص الآيديولوجية السياسية مثلاً التي يتبناها شخص آخر، لن تكون ردود فعل صاحب تلك الآيديولوجية عادة بالشتم والدعوة على الناقد بإصابته بالسرطان. إنما ردود الفعل التي تحمل صبغة عنيفة تستهدف إلحاق الضرر بالناقد، فهذا تعكس ثقافة العنف والإنتقام والتهديد التي تلوح بها وتشجعها الديانات الإبراهيمية بالذات، وتمثل عنصر هام ضمن سياسة الترغيب والترهيب التي تنتهجها هذه الديانات لتدعم بها ضعف وهشاشة المحتوى وغياب الدليل.
 
2- وماهو أهم من هذا برأيي هو التغييب التام لعقل المؤمن الذي يتبع هذا الأسلوب في التعامل مع المخالف. فرغم أن فاطمة الجهراء في مثالنا هذا، تتحدى بدورها الله جهاراً نهاراً وتطلب منه إلحاقها بشتى أنواع العذاب والمعاناة التي يتمناها خصومها ضدها، بالإضافة إلى دعوة عشرات الآلاف من المسلمين عليها، فالقلة القليلة منهم سوف يقف لوهلة ويسأل نفسه:

لماذا لم تنزل صاعقة أو يحدث ضرر على هذه الكافرة الزنديقة رغم كل هذه الأدعية عليها؟ لماذا لاتزال تسخر وتتحدى وتستهزيئ بجبار الجبابرة السريع الغضب والإنتقام؟ لابد أن يكون هناك شيئ غلط في قناعاتي.

ولكن الغالبية من المؤمنين يتمتعون بحصانة ضد مثل هذه الشكوك مبنية على مبدأ مخادع وغبي في أساسه، وهو مبدأ يمهل ولا يهمل، والكل يعرف أن معنى هذا أن الله سوف ينزل عقابه الشديد على المسيئ إليه ولكن ليس بالضرورة في الوقت المتوقع. وهذا هو نفس المبدأ الذي يسير عليه أبو بلهان.

وأبو بلهان هذا إنسان متدين يعبد سدرة نابتة في حديقة بيته، ويؤمن بأنها تجلب الخير والبركة لكل من يؤمن بها ويتضرع إليها، وتلحق الأذى والبلاء على كل من ينكر قدسيتها ويسيئ إليها. فعندما يأتي جاره أبو عقلان الكافر بها ويكسر أحد أغصانها تحدياً لها، تظل السدرة ثابتة في مكانها بدون أي تفاعل، ولكن تثور ثائرة أبو بلهان عليه فيدعو ويبتهل للسدرة بأن تلحق به أشد أنواع البلاء لفعلته الشنعاء. ولكن عندما تمر الأيام والشهور والسنوات، وأبو عقلان تزداد حالته نعيماً وازدهاراً ولا يعاني حتى من صداع، يبرر أبو بلهان هذا الفشل والإخفاق النباتي المقدس بالترديد الببغائي المستمر لترنيمة: إن السدرة تمهل ولا تهمل.

ولكن عندما يصاب الملحد الزنديق أبو عقلان بالرشح الذي لم يهرب منه إنسان، أو يتعثر وتلتوي قدمه، بعد إسائته لقداسة السدرة بعدة شهور أو حتى سنوات، يسارع أبو بلهان لتعزية وعكة جاره إلى إنتقام السدرة. فعقل أبو بلهان رهين هذه المقولة الخادعة، ليس من السهولة عليه كشفها لأنها شاملة وعامة ومفتوحة الزمن، تنطبق على أي شيئ يرغب الإنسان بتقديسه وإسباغه بقوى الإستجابة وتحديد المصير.

فقوة السدرة في إستجابة الدعاء الذي يخضع للعشوائية وقوانين الإحتمال، والذي قد يتحقق وقد لايتحقق، لا تختلف بتاتاً عن قوة أي آلهة عبدها البشر، ولكن تغييب العقول بغسلها المسبق يمنع المؤمن من اكتشاف الخدعة. إنما لمن اكتشف تلك الحيلة الرخيصة كفاطمة الجهراء وغيرها من الملحدين، فهؤلاء هم الذين يعتلون منصة الضحك والسخرية على أفكار المؤمن.
 
* * * * * * * * * *
 


السبت، 8 يونيو 2013

إنجازات النبي محمد، وهم أم حقيقة؟

::
عندما كتبت هذا الموضوع، ذكرت فيه هذه الجملة: "أني لم أستطع العثور، حتى خلال مرحلة تديني، على أي إنجاز حققه محمد في المجال العلمي التطبيقي أو المعرفي لخدمة البشرية وتقدمها يقارن بالإنجاز الذي حققه آينشتاين" مثلاً. كان ذلك موقفي خلال فترة تديني ولم يتغير إلى اليوم، فأنا لا أجد أي إنجاز حققه النبي محمد بنفسه خدم فيه البشرية بشكل عام، متجاوزاً اختلافهم عنه وتعارضهم معه في عقائدهم وتوجهاتم الفكرية. وإن كان هناك إنجاز قد حققه هذا الإنسان، فقد كان لهدف نشر رسالته والسيطرة على أتباعه فقط. 
 
ولكن الإنسان المؤمن بقدسية وصدق محمد في زعمه بالنبوة الربوبية، يرى بالطبع خلاف ذلك رغم عدم وجود، بنظري، أي إنجاز ملحوظ ينسب إليه مباشرة خدم فيه البشرية. والقاريئ بلو كرال من المغرب يمثل نموذج للمؤمن بأن محمد قد حقق فعلاً إنجازاً بشرياً عظيماً، حين أرسل لي هذا التعليق في البوست المذكور أعلاه يستغرب فيه من موقفي هذا، ويقول فيه: "غريب كيف نشأت في مجتمع مسلم ولاتعترف بالإنجازات العظيمة لمحمد!"
 
إنجازات عظيمة لمحمد؟؟؟ لمحمد إنجازات؟ وعظيمة أيضاً؟ ماهي؟ محمد شخصية تاريخية مشهورة، لاشك في ذلك، إنما شهرتها مقترنة بالسيطرة والقيادة، وليس بإنجاز استفادت منه البشرية. وهذه السمعة القيادية اكتسبها من خلال نجاحه في فرض مجموعة من المفاهيم والأحكام والشرائع الدينية القديمة المنتقاة من المعتقدات والتقاليد المختلفة السائدة في المنطقة ذاك الوقت، جمعها تحت راية الرسالة الإسلامية، التي هي مجرد منظومة لاهوتية لا تختلف في جوهرها عن العقائد الدينية الأخرى التي ظهرت في تاريخ البشرية، انتشرت بعد موته واكتسبت أتباع كثيرون، الغالبية الكبرى منهم بالتوارث خلال عشرات الأجيال وليس عن قناعة بالرسالة نفسها. فإن كان هذا هو الإنجاز المقصود، فهو برأيي الإنجاز الوحيد المقترن باسم محمد، ولا يوجد له أي إنجاز آخر قدم فيه للبشرية مفاهيم أو أفكار أو اكتشافات علمية أو سياسية أو اقتصادية جديدة مفيدة، أو أي بنية فكرية أخرى ساهم من خلالها بشكل فاعل في حل المشاكل أو في دفع عجلة الحضارة أو في بناء قوام عملي أو نظري مفيد بأي درجة تستحق الذكر أو الإشادة. 

فهل فعلاً حقق محمد "إنجاز عظيم" طافني لم أسمع أو أقرأ عنه طوال هذه السنوات؟ وماهي هذه الإنجازات العظيمة التي حققها هذا الرجل وغابت عني؟ أعطوني إجاباتكم على هذين السؤالين في صفحة التعليقات: هل تعتقد أن النبي محمد قد حقق إنجاز عظيم خدم البشرية؟ وماهو هذا الإنجاز أو الإنجازات؟
 
* * * * * * * * * *
 


الجمعة، 7 يونيو 2013

إستراحة الويك إند - حقائق سماوية لن تجدوها في الكتب السماوية

::
أليس من المدهش حقاً، أن ينزل خالق الكون كتاب كامل وشامل، يتحدث فيه عن هذا الكون (السماء بمعنهاها الشامل) في كل سورة منه تقريباً، ولا يذكر فيه أبرز الحقائق الأساسية التي نعرفها اليوم. الثقوب السوداء مثلاً، أو الغيوم السديمية التي تتكون منها النجوم والكواكب، أو الإشعاعات الكونية بأنوعها، أو الفراغ الكاسح الذي يملأ هذه المساحات الشاسعة، أوعن كيفية تكون النجوم ومراحل تطورها وموتها، والكثير الكثير من الحقائق الكونية المذهلة التي من الإستحالة على أي عالم فلكي أن يتكلم عن أي جزئية من الفلك ولايذكرها، فهي التي تحدد ماهية الكون وديناميكيته، وبدونها يفقد الكون معناه.

أنظروا إلى هذه الآية التحفة مثلاً:

الذي خلق سبع سموات طباقا ماترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور (الملك - 3)

ومايعنينا هنا هو كلمة "فطور" ومعناه خروق أو شقوق. هذا الوصف يخلو من أي معنى ومن الإستحالة ترقيعه إذا وضعته في سياق العلوم الفلكية الحاضرة. فبنية الكون بفراغه الشاسع وكواكبه وشموسه المكورة الضئيلة الحجم بالنسبة لحجمه، والمتفرقة عن بعضها بمسافات هائلة تعد بالسنوات الضوئية لبعدها عن بعضها، تجعل هذا الوصف أسوء من الهزلي.

ولكنه وصف يكتسب معنى كامل لإنسان يظن أن السماء الزرقاء التي يراها فوقه هي عبارة عن قبة سقفية تمتد فوقه من الأفق إلى الأفق. فهذه الرؤية تساير تماماً هذا الوصف، والإنسان الذي ينظر في يوم صافي إلى مايعتقد أنه قبة فوقه، سوف ينبهر من كمال بنيان سطح هذه القبة الذي يخلو من أي صدوع أو شقوق. وهذا بالضبط مايصفه القرآن في الآية. الآيه تفضح وتعترف بمصدرها البشري الجاهل بحقيقة مايراه الكاتب فوقه.

هذه مجرد مقدمة طويلة لهذا الموضوع، ومحوره ليس الآية التي تكلمت عنها في بوستات سابقة، إنما هذا الفيديو الرائع الذي يبين لكم إختلاف أحجام الأجسام الكونية من كواكب ونجوم، بمقارنتها مع بعضها.  هذه حقائق محورية أساسية ومذهلة لن تجدوها بالطبع في أي من الكتب التي قدسها الإنسان البدائي الجاهل، والتي لايزال يقدسها ويصدقها الملايين، ويتقاتلوا بسببها إلى اليوم للأسف.
 
Have a nice weekend
 
 
 
 

الأربعاء، 5 يونيو 2013

إنما لايخشى الله من عباده العلماء ...

::
... بل لا يعترفوا به أصلاً.

أحد أهم الحقائق التي تؤكدها هذه البحوث كلما نشر أحدها، هو أن تلك الشريحة من البشر التي تبلغ مستوى مرتفع من الإنجاز الأكاديمي المميز، والذي يتطلب بدوره درجة شاهقة من القوة الدماغية في القدرة على الفهم والتحليل والإستيعاب، تميل في توجهاتها الفكرية إلى الإلحاد ورفض قبول المفاهيم الميتافيزيقية كوجود الآلهة والروح والحياة بعد الموت. فلماذا؟

لماذا ياترى ترفض الغالبية الساحقة من العلماء التجريبيون، أي علماء العلوم الطبيعية كالفيزياء والأحياء والكيمياء، قبول هذه المفاهيم الغيبية (أو هل وصفها بالغبية أفضل؟) وتتبني موقف الإلحاد أو اللاأدرية تجاهها؟ ولماذا كلما ارتفع المستوى الأكاديمي وتميز العالم عن زملائه من العلماء في إنجازاته الأكاديمية كلما ازداد احتمال كفره بالإلهة والأديان؟

لماذ؟ ظاهرة غريبة فعلاً يؤكدها، مرة أخرى، هذا البحث الجديد.

سوف يعرف متابعي المدونة أني قد تطرقت إلى هذا الموضوع سابقاً هـنـا وقبلها لنفس الطرح هـنـا بالإضافة إلى عدة بوستات سابقة أخرى ذكرت فيها هذه الدراسات القيمة. فهذا البوست إذاً يحمل نفس الفكرة إنما لدراسة جديدة حول هذه الظاهرة.

الدراسات السابقة المذكورة في تلك البوستات، كانت لعلماء الأكاديمية الوطنية الأمريكية، التي تحوي خلاصة العقول النابغة في الحقول العلمية التجريبية. فأعضاء هذه الأكاديمية العلمية هم أفضل ما أنتجته المؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية. إنما هذه الدراسة الجديدة، محور هذا البوست، فهي للجمعية الملكية في المملكة المتحدة، التي تعادل نظيرتها الأمريكية لاحتوائها على أنبغ العقول البريطانية في المجال العلمي. فلنرى ماذا تكشف لنا هذه الدراسة الجديدة عن التوجهات الفكرية/العقائدية لإعضاء هذه الجمعية المرموقة.

أجرى مايكل ستيرات، وهو باحث علم النفس في جامعة ستيرلنغ البريطانية، وإليزابيث كورنويل، من مؤسسة ريتشارد دوكنز الثقافية، إستفتاء عن التوجهات الفكرية/العقائدية لأعضاء الجمعية الملكية البريطانية، بدعوتهم للإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بإيمانهم أو عدمه لبعض المفاهيم الميتافيزيقية الهامة السائدة، وحصلا على هذه النتيجة التي سوف ألخصها أدناه. ولأجل المقارنة، أذكركم بأن نسبة اللادينيين من مجموع تعداد سكان العالم هي حوالي 10% فقط، مما يعني أن نسبة المؤمنين في العالم تبلغ حوالي 90%، وذلك وفقاً لويكيبيديا هـنـا.

في الإجابة على عدة أسألة، أختار منها أهمها (وهذا هو المصدر لمن يرغب في تفاصيل أكثر، إضغط هـنـا):
 
1-  هل تؤمن بأن الله موجود؟ (أياً كان ذلك الإله، سواء تفاعل مع البشر أم لا).
2-  هل تؤمن بأن الله الشخصي موجود؟ (أي الإله الذي يتفاعل مع البشر، كإله المسلمين والمسحيين واليهود).
3-  هل تؤمن بوجود حياة ما بعد الموت؟
 
كانت نسبة المؤمنين بوجود إله، في الإستفسار الأول هي 8.2%، ونسبة المؤمنين بإله شخصي (كالإله الإبراهيمي) هي 5.3%، ونسبة الذين يؤمنون بحياة ما بعد الموت هي 8.2%. مما يعني أن تقريباً جميع العقول النابغة من العلماء لاتؤمن بهذه المفاهيم الميتافيزيقية المنتشرة بشكل كاسح بين البشر. فلماذا؟ أعيد طرح هذا السؤال عدة مرات لكي أبرز أهميته. لماذا يميل الإنسان الجبهذ إلى اللادينية والإلحاد؟
 
رغم أن الإنسان لايحتاج أن يكون جبهذ زمانه لكي يميز أن الله خالق الكون والمسيطر عليه لايضطر لأن ينزل إلى الأرض من سمائه ليتعذب ويصلب ويموت (الله يموت، حلوة هذه) لأجل خلاص عباده من عذابه، أو أن النسخة الأخرى من هذا الله لاتحتاج أيضاً للجوء إلى عقد الهدنات والإتفاقيات والغزوات وقطع الطرق والبلطجة بتوكيل وسيط قروي أمي لها ضد حفنة من الأعراب لأجل أن تنشر رسالتها على سكان الكرة الأرضية، بل أن يكفي أن يكون الإنسان صادق مع نفسه وعازم على كشف الحقيقة لكي يعرف الصحيح من الزائف، فإعتقادي هو أن هذه الشريحة النابغة الضئيلة جداً من البشر محل البحث، تملك قدرة عقلية تحليلية فريدة تمكنها من التمييز مابين المعقول واللامعقول، إدراك مدى سخافة وهزالة مفهوم الكيان السوبرماني الخارق وأساليبه العنيفة البلهاء في التعامل مع البشر، يسندها استخدام المنهج العلمي الفاصل في تحديد صحة أو زيف الفرضية أو الفكرة المطروحة. عقيدة البغلة الطائرة التي تقطع الكون بجناحين نابتنين من مؤخرتها قد يصدقها إنسان الشارع، البسيط الساذج، ولكنك لن تستطيع أن تمررها على عقل عضو في الجمعية الملكية أو الأكاديمية الوطنية. 

قارن المستوى الأكاديمي لهؤلاء العلماء مع المستوى الثقافي للغالبية الكبرى من سكان العالم، والتي لابد أن تكون أدنى بكثير من المعدل الجامعي في الدول المتقدمة، والتي تزداد فيها نسبة الملحدين واللادينيين وتتدنى فيها نسبة الإيمان الديني.
 
فلاشك أن مثل هذه الدراسات الإستفتائية التي تؤكد نفس الحقيقة بشكل متكرر، تشير إلى نتيجة لايحبذها المؤمن ولكنها تمثل الواقع، وهي أن إرتفاع نسبة الثقافة والقدرة العقلية لأفراد المجتمع توازي ارتفاع في نسبة اللادينية والإلحاد بينهم.
 
وأرجو من المؤمن القاريئ لهذه الأبحاث أن يسأل نفسه وأن يكون صادق في أسألته:
 
مالذي يراه هؤلاء النوابغ في عقيدتي لا أراه أنا؟ وهل من المعقول أن يكون هؤلاء العلماء على خطأ وأنا على صواب؟
 
* * * * * * * * * *
 


الثلاثاء، 4 يونيو 2013

كافر أفيد من نبي

::
سمعت هذه القصة قبل بضعة سنوات من لسان أحد علماء الأحياء في مقابلة معه. لا أتذكر للأسف التفاصيل أو إسم العالم، ولكني أتذكر جوهر القصة. يقول هذا العالم، ومستواه دكتور أو باحث في مجال البايولجيا:
 
كنت مع زميل لي في مختبر الجامعة نناقش بحث كنا نقوم به في ذاك الوقت، فدخل علينا رجل مسن لانعرفه، غير مرتب المظهر والهندام، وسألنا عما نقوم به من أبحاث. فشرحنا باقتضاب طبيعة العمل الذي كنا نقوم به، فطلب منا أن نشرح له الخط العريض الذي يقوم عليه البحث، فتبادلت مع زميلي النظرات بشيئ من الملل، ولكن احتراماً لسن الزائر وأسلوبه اللطيف في الحديث شرع زميلي في شرح أساسات البحث، والتي كانت بمستوى بسيط يفهمه أي طالب في المراحل الأولية من علوم البايولوجيا.
 
يقول صاحب القصة، قضى زميلي فترة طويلة في شرحه لتلك الأساسيات البايولوجية، والرجل المسن ينصت بصمت ويهز رأسه بين فترة وفترة ليؤكد فهمه للشرح. وبعد إنتهاء زميلي من شرحه، نظر إليه الرجل المسن وشكره على شرحه، ثم عرف نفسه لنا.
 
الرجل المسن كان جيمز واتسون، زميل فرانسيس كريك مكتشفي التركيب اللولبي المزدوج Double Helix structre  للأحماض النووية في الخلية. يقول صاحب القصة: إنتابتنا الرهبة والذهول في حضور أحد أكبر عمالقة العلم التجريبي في العصر الحديث، وربما في تاريخ العلوم بأكلمه، ولم نصدق أنفسنا بأننا كنا نشرح طول ذلك الوقت أحد أبسط قواعد علم البايولجيا لأحد أكبر علمائها، وهو ينصت لنا وكأنه طالب يستمع لأستاذه.
 
وأتذكر أني أنا (بصيص) قد سُألت مرة خلال جلسة مع بعض كبار العائلة، عندما كنت طالباً في المدرسة وعلى قدر من التدين والإلتزام بفروضي، ما إذا كنت أكن إحترام وإعجاب أكثر للنبي محمد أو لآينشتاين. وكان الهدف كما بدى لي لاحقاً من ذلك السؤال، هو ليس لمعرفة ميولي وأفكاري الحقيقية، بقدر ما هو محاولة لتعزيز وترسيخ مكانة محمد في ذهني ورفعها فوق أي شخصية آخرى بارزة، مهما بلغت درجة إنجازاتها. ولكن المضحك في تلك الجلسة، أن ردت فعلي لم تكن متوقعة من السائل أو الحاضرين، فكان المتوقع أن أقفز فوراً باختياري لمحمد، ولكن ماحدث هو أنني سكت طويلاً وترددت وتلعثمت في اختياري، لأني فعلاً لم أستطع العثور، حتى خلال مرحلة تديني، على أي إنجاز حققه محمد في المجال العلمي التطبيقي أو المعرفي لخدمة البشرية وتقدمها يقارن بالإنجاز الذي حققه آينشتاين.
 
أذكر لكم هاتان القصتان لأني أكن من الإعجاب الشديد والإجلال لهذه الشخصيات العلمية العملاقة بمجرد النظر إلى صورها، ناهيك عن وجودي في حضرتها. فإن كان هناك بشر يستحقون هذا القدر من التكريم فهم هؤلاء، وليس بمن يأتينا بتهاريف كغطس الشمس في بركة طين، وذهابها للسجود، وعبور الكون على حمار، وغيرها من أفكار بدائية تضر العقل وتلوي التفكير ولاتنفعنا في شيئ. ومما هو أسؤ من ذلك أن يُذبح البشر كالخراف رغم ذلك لمجرد إنتقاده أو الإسائة حتى إلى إسمه. 
 
وسبب طرحي للبوست السابق وهذا البوست المكمل له، هو أن تاريخ 20 مايو من هذه السنة صادف مرور ستين عام على اكتشاف جميز واتسون (الجالس يسار الصورة) وفرانسيس كريك (الواقف يمين الصورة) للتركيبة الهيكلية للدي أن أي، التي  برأيي تمثل أحد أعظم الإكتشافات البشرية. والحقيقة أني تفاجأت بعدد القراء/القارئات الذي عرفوا هويتهما من خلال الصورة، فقد كانت توقعاتي أقل من ذلك بكثير، ولكني سعيد جداً بهذا العدد الكبير الذي يدل يشير إلى درجة المستوى المعرفي والثقافي لقراء المدونة، مما سيدفعني إلى تصعيب أي سؤال من هذا النوع أطرحه عليكم في المستقبل.
 
* * * * * * * * * *
 


الاثنين، 3 يونيو 2013

دوي العمالقة فوق همس الأقزام

::
في الصورة أدناه إثنان من عمالقة البشر، من منكم يعرف من هما وماهي شهرتهما؟ توجد تلميحات واضحة في الصورة تكشف هويتهما، أعطوني إجاباتكم في صفحة التعليقات مع بعض المعلومات عنهما. سوف يكون من المشوق معرفة عدد القراء الذين يعرفون من هما ويملكون خلفية عنهما. وسوف أحتفظ بالإجابات المشاركة ولن أنشرها إلا غدا بعد 24 ساعة.

 
 
* * * * * * * * * *
 

السبت، 1 يونيو 2013

استراحة الويك إند - ذا أكسورسست، الإصدار الإسلامي

::
يسعدني أن أقدم لكم في هذا الويك إند إصدار جديد لفلم الإكسورسست بنسخة إسلامية. فحضروا البوبكورن والبيبسي واستمتعوا بمشاهدته ( تنبيه: صاحب المدونة غير مسؤول عن أي مشاهد قد يغمى عليه من الخوف، أو الضحك).