الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تغيير كبير في هدف المدونة

::
عندما فتحت هذه المدونة قبل خمس سنوات، كان الهدف منها في المقام الأول هو التنفيس عن الأفكار الناقدة للدين التي كانت محبوسة في ذهني، والتي لم أستطع كشفها في ذلك الوقت لمن حولي بالشكل المفتوح الذي أمارسه اليوم. وفي المقام الثاني، هو محاولة تنبيه وتوعية للقاريئ المؤمن على أن إيمانه هذا الذي يُسيّر حياته، مبني على أساسات هشة وزائفة وكاذبة، فلعل وعسى أن أنقذ إنسان من هدر حياته وراء آمال وأوهام لن تتحقق.  

واليوم، وبعد خمس سنوات من السير على هذا الخط من التدوين، بدأت أشعر خلال الشهور الأخيرة بأن الدافع الجامح الذي كان يمتلكني في البداية ويحثني على تحقيق هذا الهدف قد بدأ الآن يخف.
وأرجو ألا يسيئ أحد فهمي، لأن السبب ليس استسلام أو انسحاب من مواجهة قوى الظلام والجهل والتخلف التي سعيت أن أكشفها، فهذا ليس الدافع، إنما هو ملاحظتي في الفترة الأخيرة بالخصوص، بأن تيارات الحداثة والتنوير والعلمانية واللادينية قد أخذت بالإنتشار والتجذر على الصعيد الدولي بسرعة كبيرة وبشكل واضح تؤكده أغلب الدراسات الإستفتائية التي أجريت في السنوات الأخيرة، رغم مايبدو على السطح من سيطرة التيارات الدينية على الساحة، السياسية بالذات، في البلاد العربية، فهذا التوجه المحلي مجرد مد مؤقت لابد أن ينحسر.
والمسألة بنظري أصبحت مسألة وقت فقط، ربما تطول لبضعة سنوات أو حتى لبضعة عقود، ولكن نهاية أكبر خدعة عرفتها البشرية في تاريخها، والمسماة بالأديان، أصبحت الآن محتومة. والإسلام ليس بمعزل عن هذا المصير كونه سليل عائلة الخرافات الكنعانية الأصيلة.

ولذلك فسوف أغير منهج المدونة المحصور على نقد الأديان وأحولها تدريجياً إلى مدونة منوعة، تعكس ميولي وتوجهاتي وأفكاري بشكل عام وليس حول رؤيتي للأديان فقط. كما سوف أخفف من عدد البوستات المطولة، وأكثر من البوستات القصيرة، وأزيد عددها إلى ربما عدة بوستات في اليوم. ولكني سوف أبقي سعيي في نقد الوهم والخرافة الدينية كخط أساسي أسير عليه. 
لن يحدث هذا فجأة، إنما على مدى الأسابيع والشهور القادمة، فمن له رأي مع أو ضد هذه الخطوة فاليفدنا بها مشكوراً في صفحة التعليقات.
* * * * * * * * * *


الأحد، 28 أبريل 2013

نموذج للتفكير التالف

::
تصلني بين حين وآخر تعليقات على بوستات سابقة، أتركها في العادة هناك لتعبر عن رأي كاتبها أياً كان توجهه، وأتجاوزها بدون الحاجة للرد عليها. ولكن أحياناً تأتيني نوعية من التعليقات تجعلني أتوقف عندها برهة لأتمعن بها وأحك رأسي مستغرباً من درجة إلتواء وتشوه أسلوب تفكير كاتبها. وهذا أحدها، وصلني اليوم:
 
يقول الكاتب في تعليق له باللغة الإنجليزية على هذا البوست، وأترجمه لكم هنا:
 
"أنا حقاً لا أستطيع التوقف عن الضحك ... أنت فعلاً تعتقد أن هذا حقيقي [أي أصولنا القردية] ... أوكي ... إستمر بهذا النمط من التفكير ... لأن مخاطبتك هو مضيعة للوقت ... وتسمي نفسك عقلاني ... كم أنت مضحك"
 
فالأخ/ت المعلق/ة يرفض قبول حقيقة أصولنا القردية ويضحك عليها، وبالتالي يرفض نظرية التطور. ورفض حقيقة التطور ينطلق في أغلب الحالات من قواعد وقناعات دينية مخالفة لها تجذرت في رأس المعارض، لأن نظرية التطور لاتوجد ضدها أي معارضة قائمة على أسس علمية. فعندما يأتي أحد ويعبر عما يجول في رأسه بمثل هذا التعليق، فالإحتمال الأكبر أنه يعارض النظرية من منطلق أبي وأمي وجدتي قالوا لي مايخالف ذلك، وأنا أصدق مايقولون فوق مايقول المجتمع العلمي بأكمله.
 
ومايثير دهشتي دوماً من هذه المواقف المعارضة، هو درجة إلتواء التفكير والمنطق، وانقلاب الموازين الذي تسبب عن التلف الدماغي الناتج بدوره عن الحشو العقائدي الذي تم حقنه في رأس المعارض منذ ولادته. فأصبح المصاب يكذّب ويضحك على أطنان الأدلة العلمية الصلبة التي تراكمت عبر 150 سنة لتدعم حقيقة التطور، ويعتبر مخاطبة من يقبلها مضيعة للوقت، بينما يعامل قصة البغلة الطائرة ذات الأجنحة النابتة من مؤخرتها والنمل الذي يتكلم العربية الفصحى والحوت الفندقي بنتهى الجدية والتصديق، رغم أن إحدى كفتي الميزان ممتلئة بالأدلة العلمية والكفة الأخرى فارغة تماماً منها ...

منطق المؤمن معكوس تماماً.
 
* * * * * * * * * *


السبت، 27 أبريل 2013

إستراحة الويك إند - من جنون الأديان

::
كلما ظننت أنني قد شاهدت ذروة الخبل الديني في عقيدة ما، تظهر لي عقيدة أخبل. وهاكم آخر عينة من المجانين المؤمنين المطرودين من المصحات العقلية. ولن تحتاجوا إلى تخمين أي دين تنتمي إليه هذه الطائفة، فسماهم ظاهرة على ذقونهم ورؤوسهم.
 
ولمن يتسائل لماذا ينتفض ويهتز كل من يلمس الشيخ، فالإجابة بسيطة. أن شدة قداسة الإنسان تولد فيه شحنات كهربائية، فيتكهرب كل من يلمسه. وهذه خاصية ليست نادرة أو فريدة كما قد يظن البعض، إنما يستطيع أن يخترعها أي أنسان لنفسه بنفس سهولة إختراعه لربه.

 

 
 


الأربعاء، 24 أبريل 2013

هيغز غاضب على جسيم الرب

::

بيتر هيغز، العالم الفيزيائي الشهير الذي ينسب إلى إسمه جسيم الهيغز المكتشف مؤخراً في المصادم الهادروني الكبير، معصب لأنه لا يستحسن تسمية هذا الجسيم بـ جسيم الرب كما هو شائع في الصحافة ومنتشر بين الناس.

والجاني الأول الذي أطلق هذا المسمى الربوبي على هذا الجسيم الفيزيائي الهام هو ليون ليدرمان، العالم الفيزيائي الأمريكي المعروف، والحاصل على جائزة نوبل. وقد اختار ليدرمان لجسيم الهغز هذه التسمية الربوبية لإثارة الفكاهة ضمن خطة دار النشر لتسويق كتابه. ولكنه لم يتوقع، لا هو ولا أحد آخر في المجتمع الفيزيائي، أن تنتشر هذه التسمية الغير مرغوبة والخاطئة بين الناس بهذا الشكل المحرج.

وسبب ربط جسيم الهيغز باسم الإله، هو أن ميزة هذا الجسيم في ذروة الأهمية، لأنه يوفر للجسيمات الأولية في الطبيعة كتلتها، وبالتالي يعتبر العامل الذي يسبب تماسك نسيج الكون. إذ لو لم يكن موجود، لتطايرت باقي الجسيمات الأولية المكونة للمادة بسرعة الضوء في كل مكان، ولن يمكن تكوين الذرات، وبالتالي لن تتكون النجوم  والكواكب، ولن تكون هناك حياة. فـ "قدرة" هذا الجسيم إذاً كقدرة الرب كما وصفت في المفاهيم الدينية، إذ هو الذي يمسك الكون ويحفظ ترابطه، وبذلك يوفر للحياة فرصة الظهور. ولهذا السبب أطلق عليه ليدرمان إسم جسيم الرب.

إنما النقطة الهامة التي أود إبرازها هنا هي هذه: علماء الفيزياء هم أكثر البشر إدراكاً وأعمقهم فهماً لماهية المادة والطاقة وعلاقتهما ببعض وآلية عملهما. فعالم الفيزياء إذاً هو أقرب الناس إلى فهم وإدراك ماهية الوجود نفسه، المتمثل بالكون الذي ننتمي إليه ويحيط بنا من كل جانب. وبيتر هيغز هو أشهر العلماء الذين وضعوا قوائم فرضية وجود هذا الجسيم الهام والضروري لتواجد الوجود بمكوناته المتماسكة. فأحد أقرب الناس إذاً من نافذة الإطلالة على عملية الخلق نفسها هو بيتر هيغز ومن في مرتبته واختصاصه من العلماء. وهذا يطرح عدة تساؤلات:

لماذا بيتر هيغز وليون ليدرمان، وأغلب كبار علماء الفيزياء وأنبغهم، ملحدين؟
لماذا لم يرى هؤلاء العلماء النوابغ الذين يتمتعوا بعقلية استثنائية لسبر أغوار المجهول من اسرار الوجود وتحليلها ودراستها واستكشافها والإطلاع على خباياها، أن هناك كيان ربوبي وراء هذا وجود الكون ونظامه وسيره، كما تريد الأديان أن تقنعنا؟ لماذا لايحملوا نفس القناعة الموجودة في رأس إنسان الشارع من المؤمنين؟
لماذا كلما زاد فهم الإنسان لقوائم الطبيعة وكيفية عملها، وتعمقت رؤيته لها، كلما ابتعد عن الدين وزاد احتمال إلحاده؟

أترك لكم هذه التساؤلات، لعلها تثير التفكير في رأس المؤمن.
 
* * * * * * * * * *
  

السبت، 20 أبريل 2013

أسخر مما هو مسخرة

::
رغم أني مشغول حالياً، ولا يوجد لدي وقت للتدوين، إلاّ أني لم أستطع مقاومة دافع التعبير عن ردة فعلي تجاه هذا الفيديوكليب الذي أرسل لي رابطه أحد الأصدقاء.
 
في الكليب، يظهر وجدي غنيم، الأستاذ العبقري الجبهذ في نشر العبط الديني وبث هرائه (وهذه عينة منه هـنـا)، وهو يستعرض عبقريته الفذة هذه على العالم أجمع. وعندما أقول لكم، وقد ذكرتها عدة مرات في السابق وأكررها مرة أخرى هنا، وسوف أكررها في المستقبل إلى أن تهترئ أناملي، أنه من السهولة البالغة كشف بشرية الرسالة الإسلامية، أو أي رسالة دينية أخرى، لمجرد التعمق البسيط بجزء صغير من محتواها، ففعلاً أنا لا أبالغ في كلامي.
 
وجدي غنيم، كجميع دعاة الخرافة، يبدأ خرابيطه بتمتمة بعض من خرابيط القرآن، ولكن الخرابيط التي يقتبسها في مستهل كلامه لاتختلف كثيراً عن الخرابيط التي تملأ صحف الديانات الأخرى، خرابيط كاشفة وفاضحة. فهو يستهل خطبته التي يوجهها للعالم أجمع (وبهذا العمل الأحمق، فهو ينشر دولياً فضائح الكتاب الذي يقدسه ويبجله) بآية: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون (التوبة - 65). والرائع بهذه الآية أن القرآن نفسه يعترف علناً للبشر أجمع بأن الكفار يستهزئون بآياته، وعليه فإن آياته تثير سخرية للناس.
 
فكروا بهذا الإعتراف بقليل من التعمق، لا أكثر. الله أنزل كلام يزعم بأن السموات، أي الكون بضخامته الصادمة وبجميع مكوناته الهائلة، يهتز ويتزلزل من ربوبيته حين تتلى عليه، فما هي ردة فعل كائنات هذه البقعة منه، والتي استهدفها هذا الكلام المزلزل، حين يتلى عليهم؟
 
هل تتزلزل كائناته وتخر له مسبحة ساجدة؟ لا، بل تتطنز عليه (تسخر منه)!!!!!!!!!! عكس مايزعم القرآن تماماً وباعترافه أيضاً.
 
وماهي السخرية؟ تعالوا لنعرّف بالضبط ماهي السخرية، حتى تتضح الصورة التي يحملها البشر تجاه هذه الآيات التي يفترض أنها تزلزل الكون. السخرية هي تعبير لفظي أو إيمائي ينطلق من شعور المستمع أوالمشاهد تجاه مايتلقاه من كلام أو سلوك للطرف الآخر. هي ردة فعل طبيعية جداً تجاه أي كلام أو تصرف يُشعر المتلقى بأنه تافه أو مضحك أو غبي أو كاذب أو لامعقول، أو أي كلام أو تصرف آخر يثير هذا النمط من الشعور السلبي لدى المتلقي له. فحين يسخر الناس من شيئ، فمعنى ذلك أن الكلام أو التصرف الذي يتلقونه من المرسل له، هو كلام أو تصرف يثير هذا الشعور، أي أنه مسخرة.
 
فلو كانت آيات القرآن تتمتع بأي قدر من الجدية والوقار الرباني الحقيقي المبني في نسيجها، ألا نتوقع أن أن ألوهية كلماته سترج وتهز كيان كل من استمع إليها، بصرف النظر عن نمط التوجه الفكري للمتلقي لها؟ فلماذا إذاً سخر الناس من كلام القرآن في السابق وهو يتلى عليهم من لسان رسول السماء نفسه؟ ولماذا لايزال الناس إلى اليوم يسخرون منه، بل ويزدادوا سخرية منه مع تقدم الإكتشافات والمعارف العلمية؟
 
من الزاوية الأدبية، هل سمع أحدكم بأن أعمال الأديب الفرنسي فيكتور هيوجو، أو ليو تولستوي أو تشارلز ديكنز أو ويليام شيكسبير قد سخر أحد منها؟ ومن الزاوية العلمية، هل سمع أحدكم بأن نظريتي آينشتاين النسبية، أو معادلات جيمز ماكسويل للكهرومغناطيسية، أو مبدأ أرخميدس في الطفو، قد سخر أحد منها؟ ومن زاوية الحكمة، هل سمع أحدكم بأن أقوال كونفيوشس أو أرسطو أو قس بن ساعدة أو أو غاندي، قد سخر أحد منها؟
 
القرآن يطفح بالأدبيات والعلوم والأقوال الإرشادية "الربوبية"، فلماذا إذاً سخر الناس من القرآن عند نزوله، ويسخر منه الناس إلى اليوم، ولم يسخر أحد خلال التاريخ من الإنتاج الفكري لملايين البشر عبر التاريخ، والأمثلة التي ذكرتها ماهي إلا جزء ضئيل منه، إن لم يكن هذا الإنتاج المزعوم الربوبية يدعو للسخرية؟

وألا تعني سخرية الناس من القرآن، والذي يعتبر كلام الله، أن مؤلف هذا الكلام، أي الله، والذي يعاتب الناس على السخرية من كلامه، بأنه قد فشل في إنتاج محتوى أدبي وعلمي وإرشادي يتلقاه البشر بكامل الجدية وبدون أي سخرية؟ عتابه لهم على سخريتهم من كلامه هو ردة فعل يتميز بها البشر للدفاع عن أداء ما يكون سيئ أو ضعيف أو مشبوه، ونسب هذه العملية الإحساسية إلى رب، يخفض منزلته الربوبية ويوازيها بالمرتبة البشرية. الرب بتعريفه الماورائي الخارق، لا يمكن أن ينزلق في مثل هذه الهفوات، ولايمكن إطلاقاً أن ينتج أداء فكري يُعرّضه لسخرية ماهم دونه في العلم والقدرة والكمال.
 
فعندما أشاهد إنسان كوجدي غنيم وغيره من المخدوعين بقدسية موروثهم، يحتج بكلام يفضح الخدعة، ولايدرك عمق الفضيحة التي تنبثق من فمه أو يعي لها، فلا أملك بدوري إلاّ الضحك والسخرية منه ومن حججه، هو وغيره من الدعاة.
 
لم أشاهد إلاّ العشرون ثانية الأولى من الفيديو قبل أن أوقفه، لأني لا أطيق رؤية وجه هذا الأحمق أو الإستماع إلى هرائه. ولكن لمن يملك قدرة تحمل سوبرمانية على المشاهدة والإستماع، فهذا هو الفيديوكليب.
 
 

 
 
* * * * * * * * * *
 

الجمعة، 19 أبريل 2013

حجة الله بخط يده

::
نظراً لانشغالي هذه الأيام، أطرح عليكم بعض المواضيع الخفيفة إلى أن أتفرغ مرة أخرى للكتابة.

هذه بعض النماذج من "الإعجازات" الكثيرة التي يجدها المؤمنون في الطبيعة، ظهور إسم الله وحبيبه الأرضي على المواد بدون تدخل بشري. منها على الأحجار والأشجار والفواكه والأطفال، وحتى المواد الإستهلاكية. وتساؤلي الجاد كلما صادفت مثل هذه النماذج هو:

لو كان فعلاَ هناك إله يريد أن يبهر البشر بمثل هذه الإعجازات، لماذا خطه رديئ إلى هذه الدرجة؟
 















ولكن حيث أن جبرئيل هو منزل الوحي، فربما هو الموكل بكتابة هذه "الإعجازات" أيضاً. فإذاً كان هذا خط جبرئيل، فالله معفي من اللوم، وجبرئيل يحتاج إلى تعليم أو تفنيش (طرد)، ولو كنت مكان الرب لفنشت جميع من في بلاطي، أو لعكست خلقهم، أي أرجعتهم إلى مكوناتهم الفوتونية، وظللت وحيداً، فما حاجتي لمخلوقات ناقصة، يدوبها تعرف الكتابة، تقوم بعمل أستطيع أنا تأديته بكمال تام، وبدون أي تعب أو كلل أو عناء؟  

____________________________________________

تحديث:
 
إمتداداً لما أوردته في هذا الطرح من أن البقع والأشكال الطبيعية التي يؤمن المسلمون أنها كلمات ربانية تدل على إعجاز، أود أن أضيف ملاحظة أثارها الأخ العزيز م - د مدى الحياة في تعليقه، وذكرتها في بوست سابق نسيت عنوانه، ولا مانع من تكرارها هنا.
 
تخيلوا لو ولد طفل أو نبتت شجرة أو أقتطفت برتقالة مثلاً ووجدت عبارة بسم الله الرحمن الرحيم مخطوطة عليها بنفس دقة وتناسق هذا الخط:
 




 
هل يستطيع أحد أن ينكر أن هذا الخط والمضمون لايمكن أن يصدر من مجرد بقعة أو لطخة عشوائية أختلقتها الطبيعة؟ لماذا لم يعثر أحد على مثل هذا الإعجاز المخرس؟ لماذا جميع الإعجازات التي تقدم للناس دائماً تكون من النوع الهزيل الهش المضحك الذي يسهل تفنيده، ولا يثير لدى غير المؤمن أي دهشة أو إعجاب، بل فقط السخرية والضحك والإستهزاء؟
 
لماذا؟ 
 
* * * * * * * * * *
 

الأربعاء، 17 أبريل 2013

الجغرافيا، المعيار المفضل للعدالة الربانية

::
مراسيم تشييع جنازة الرئيسة البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر:

 
 
 
 
 
 
 
 
مراسيم تشييع جنازة طفل نايجري:
 

والسبب في وجود هذا الفرق بين مراسيم الجنازة الأولى ومراسيم الجنازة الثانية بسيط جداً في أساسه، وهو أن شخصية الجنازة الأولى مولودة في موقع جغرافي يختلف عن موقع ولادة شخصية الجنازة الثانية. فالحصول على أي أهمية في الحياة أوالممات سيعتمد في أساسه على مكان الولادة.

نصيب الإنسان من الدنيا، في حياته وفي مماته، تحددها الجغرافيا، المعيار السماوي المفضل لتحديد حصته وكرامته.

* * * * * * * * * *
 

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

جزيو باخ على الطريقة اليابانية

::
لابد أنكم سمتعم، في مكان ما، في وقت ما، هذه القطعة الموسيقية الناعمة ليوهان سباستيان باخ، وتسمى "جزيو - متعة رغبة الإنسان"، تعزف في العادة على البيانو بواسطة مهارة أنامل العازف. ولكن اليابانيون، كونهم، همممم ... يابانيون، عزفوها على شيئ آخر: الخشب، بواسطة أنامل الجاذبية. شاهدوها واستمتعوا بسماعها:
 
  

 
 
وهذه هي تعزف على البيانو هـنـا لمن يريد الإستماع إليها صافية.
 


الاثنين، 15 أبريل 2013

الضحك للملحدين فقط

::


نعم، هذا إنسان حي مغلف في بلاستيك. ولأ، ليس مغلف كهدية. بل هو مؤمن يهودي ملتزم ينتمي إلى إحدى الطوائف اليهودية المسماة بالـ كوهينية، وهي طائفة كهنوتية تحرم العبور فوق الموتى وتعتبر أن ذلك العمل ينجس أتباعها.

فهذا اليهودي الملتزم بشريعة طائفته، لم يجد حلاً آخر لتفادي تنجيس نفسه خلال عبور الطائرة التي تحمله فوق المقبرة التي تقع مباشرة تحت خط سفر تلك الطائرة، سوى أن يضع نفسه داخل كيس بلاستيك لكي يحصن نفسه ضد إشعاعات النجاسة التي تنبعث من القبور وتنتشر إلى الأعلى في حزمة إشعاعية طويلة ليس لها منتهى.

الضحك على هذه العقائد من حق الملحدين فقط، لأن جميع المؤمنين بالأديان، لهم عقائدهم المضحكة الخاصة بهم، فالأولى أن ينظروا إلى درجة هزلية تقاليدهم المقدسة قبل الضحك على تقاليد الآخرين. والمسلمون بالذات لديهم إلتزام مشابه وباع طويل وأسوء في تغليف البشر بالأكياس. فبينما هذا اليهودي يمارس طقوسه الهزلية هذه نادراً خلال عبوره بالطائرة فقط فوق المقابر، المسلون يمارسون طقوسهم التغليفية المهينة المشابهة، في كل يوم وفي كل مكان، ويفرضونها على الملايين منهم. وهي هذه: إضغط هـنـا . 


المصدر

* * * * * * * * * *
 

الأحد، 14 أبريل 2013

همممم، قبل بريئة؟

::
أصادف هذه الصور كثيراً في الفيسبوك، ولا أعتقد شخصياً أن ورائها أي ميول مثلي (هوموسكشوال) ... ولكن قد تكون نظرتي هذه ساذجة لهذه الأمور.










* * * * * * * * * *

السبت، 13 أبريل 2013

نصيحة للعريس بعد شراء عروسته

::
الداعية الإسلامية السلفية رضوى أم معاذ لديها نصيحة ربانية للعرسان المسلمين في معاملة عروساتهم بعد شرائهم لهن، تضرب مثل لتوضيحها بالطلب من المرأة المشاهدة لبرنامجها أن تتصور بأنها أم العريس. ألخص كلامها لكم في بضعة سطور، ويمكنكم الإستماع إلى النصيحة بتفاصيلها الكاملة في الفيديوكليب أدناه.
 
يا أم العريس، تصوري لو كلفتك العروس مبالغ ضخمة لشرائها لإبنك، ثم وجدت بعد أسبوع أن إبنك حزين بسبب نشوز زوجته عليه رغم استلامها لكل هذه المبالغ منك، فماذا ستفعلي؟ طبعاً، أي أم مصرية طــبــيــعــيــة سوف تنصح العريس بأن يذهب ويــأطــم رأبــة عروسته. ولكن شرع الله الرحيم، سبحانه وتعالى وسعت رحمته السموات والغبارة، يمنع طأم رأبة الزوجة، ويجيز بدلاً عنه معاملة أرحم لها، من زوجها طبعاً، وهي: 
ضــربــها بشرط ألاّ يكسر رجلها ....
 
 

 
 

الخميس، 11 أبريل 2013

الصحوة الإلحادية في البلدان الإسلام حقيقة، باعتراف المسلمين

::
 
إضغط على الصورة لتكبيرها

 
كلما صرح أحد، وأنا كررتها عدة مرات في مقالات كثيرة في هذه المدونة، بحقيقة انتشار الإلحاد في العالم، التي تؤكدها جميع الإحصائيات التي أجريت خلال السنوات الأخيرة، وما رادفه من ارتفاع متسارع لنسبة الملحدين في البلاد الإسلامية، تصاعدت أصوات الإنكار والتكذيب من الأطراف الدينية لهذه الحقيقة. واليوم صادفت على الفيسبوك صورة لمقالة نشرت في جريدة الوطن الكويتية تعترف أخيراً وعلناً بهذا الواقع.
 
كتبت جريدة الوطن بتاريخ 4 من هذا الشهر مقالة طويلة (إضغط هـنـا) تتطرق فيها إلى هذه الظاهرة التي لابد أنها لا تقلق فحسب، بل ترعب كل من له مكسب أو مصلحة من نشر الفكر الخرافي والإتجار به. إنما واقع اليوم، في عصر الإنترنت والثورة المعرفية والإكتشافات العلمية، لايمكن أن يستمر النصب والخداع والكذب الفاضح الفاحش، والضحك على ذقون البشر بوعدهم بحياة آخرى لم يثبت وجودها أحد، أو بإجبارهم على الإنصياع لكائن سوبرماني لم يراه أو يسمعه أو يشمه أو يلمسه أحد، أو بإقناعهم بوجود مخلوقات تعبر الكون بجناج وريش (ريش عاد؟ ريش؟؟؟؟؟)، أو بغال تطير، أو نمل يتكلم، أو ترهات يأجوج ومأجوج، وغيرها الكثير من المفاهيم والأفكار السخيفة المضحكة الموروثة من جهل الأسلاف، والتي يقوم ويستند عليها الفكر البدائي المتحجر المسمى بالدين.
 
ترسيخ هذه المعتقدات الخاطئة والسخيفة في عقول الناس كان سهلاً في السابق، عندما كان أغلب البشر مجرد قطعان، جاهلة في أغلبيتها ومتواضعة الثقافة لأقليتها، مسجونة في الحضائر المغلقة المعزولة التي ولدت فيها، لم تسنح لها حرية الخروج منها أو تتوافر لها وسائل التنقل كما هي موجودة اليوم. فلم تتواجد في ذاك الوقت سبل التواصل والإحتكاك وتبادل الأفكار مع من هم خارج حضائرها، وكانت الإكتشافات العلمية والثروة المعرفية التي تراكمت عبر العصور وتسارعت خلال العقود الأخيرة، تدور حصراً ضمن الدوائر الأكاديمية من النخبة الأيليتية المثقفة.

أما اليوم، وبالخصوص خلال العقود القليلة الماضية، فهذا الحصار والضيق الفكري قد تهاوى بفضل توسع شبكات التنقل والسفر، وتوفرها ورخصها، وبفضل التقدم التكنلوجي الذي أدى إلى الثورة المعرفية التي نمر بها الآن، والتي أثارها انتشار البي سي واللابتوب والموبايل والآياباد، التي يمكن حملها واستخدامها في كل وقت وفي كل مكان. فليس على المستمع للخطاب الديني اليوم، وحتى لو كان متواجد بداخل مسجد، إذا أراد أن يتحقق من صحة معلومة أو فكرة تلقى عليه، إلاّ أن يفتح موبايله ويبحث في غوغل ليكتشف درجة الكذب والإختلاف والتناقض الذي يحيط بها.

حاول أن تدخل اليوم إلى أي جامعة غربية لتنشر هذه المعتقدات البدائية المضحكة على الطلبة هناك، وراقب سيول السخرية والإستهزاء تنهال عليك من الجيل المثقف الواعي فيها. في الحقيقة أصبح المؤمن الملتزم اليوم، في نظر الملحد الواعي المثقف، إنسان إدنى مرتبة منه فكراً ووعياً، وطقوسه التي يعتبرها المؤمن واجب رباني مقدس لديه، ماهي عند الملحد إلاّ تصرفات سخيفة فارغة لايُستحق عليها سوى الشفقة في بعض الأحوال والضحك في أغلبها. 
 
والمقالة عبارة عن لائحة طويلة بآراء متخبطة صادرة عن عقول مشوشة بعيدة عن الواقع للأطراف الدينية، تحاول بيأس خداع الذات في محاولات لتفسير هذه الظاهرة المحتومة بإنكار الدافع الحقيقي ورائها وإلقاء اللوم على كل شاردة وواردة أخرى. فالدافع الأول الذي يتعامى عنه المفسر الديني دوماً حين يتناول موضوع الإلحاد، هو الدين نفسه. فالدين يحتوي على أسباب تدمير نفسه، ولايحتاج إلى عوامل خارجية تدفع الإنسان المفكر الواعي لنبذه. الدين ملغم ذاتياً للإنتحار باحتوائه على مفاهيم وأفكار وشرائع وأحكام يرفضها إنسان هذا العصر. الدين متحجر لا يستطيع مسايرة الأنظمة الحديثة التي تطورت عبر القرون وسيّرت حياة الإنسان اليوم. الدين يعج بالمغالطات والمفارقات والتناقض والأخطاء، وبالذات تضاربه الصارخ مع ماكشفه لنا العلم من واقع الوجود. الدين يتعارض مع واقع الوجود نفسه، هل يوجد عامل أقوى من هذا لنبذ الإنسان له؟ أكتبها لكم بالخط الأحمر العريض لربما يستوعبها المؤمن (ولا أعتقد ذلك):

الدين يتعارض مع واقع الوجود

أوكي؟ إنما العقل الديني لايريد أن يستوعب هذه الحقيقة، ولا يريد أن يقبلها، لأنها تفقده مميّة القناعات التي تجرعها بجانب مميّة حليب أمه. فالسبب الرئيسي والأول والأهم الذي يؤدي إلى الإلحاد هو ببساطة إثارة التفكير، أي تشغيل المخ، أي الإستيقاظ من جرعات التخدير الفكري التي تحقن في رأس المؤمن منذ الولادة. فمجرد البحث الجاد والصادق مع النفس في صحة القناعات الموروثة من الأبوين، سوف يؤدي حتماً إلى اكتشاف أن الدين بنيان بشري محظ، يقوم على مفاهيم وأفكار خاطئة وزائفة تبناها البشر في السابق لجهلهم. واليوم أصبح من السهولة البالغة كشف هذه الحقيقة بفضل توفر أساليب البحث وانتشار قنوات التواصل الإجتماعي، وهذا بالضبط مايحدث في كل مكان، وليس في مصر فقط.
 
تذكر المقالة أن نسبة الملحدين في مصر قد بلغ 3%، أي مايعادل وجود مليوني ملحد هناك. ولكن شدة عقوبة المرتد في الشرع الإسلامي، والتداعيات الأسرية والإجتماعية التي تنتظر كل من ينوي كشف إلحاده في مجتمع إسلامي، تمنع الكثير من الملحدين من كشف هويتهم. وهذا بدوره ينعكس على أي تقدير لنسبة الملحدين، فالنسبة الحقيقة لابد أن تكون أكبر بكثير من أي نسبة تنشر.
 
مما يعني أن عدد الملحدين في البلاد الإسلامية نسبياً هائل، والمليوني ملحد في مصر ماهو إلاّ طرف الجبل الجليدي الإلحادي العائم. وصدقت المقالة بعنوانها الدقيق عندما سمتها صحوة، فانتشار الإلحاد هو فعلاً صحوة من سبات عميق وطويل.


مع وافر الشكر للأخ/ت المعلق/ة على توفير رابط الخبر.
 
* * * * * * * * * *
 


الثلاثاء، 9 أبريل 2013

بصيص على القرآن

::
أقول دائماً بأن القرآن، مثله مثل أي مخطوطة أخرى، قديمة أو حديثة، هو إنتاج بشري محظ. اختلقته عقلية بشرية ودونته أيدي بشرية. أقول ذلك ليس في هذه المدونة فحسب، بل أينما أثير حوار حول ربوبية القرآن كنت طرفاً فيه، واستطعت التعبير عن رأيي بدون الحاجة إلى المواراة والتحفظ.
 
وقفت بالسيارة الليلة الماضية لوهلة قصيرة أمام مطعم، أنتظر استلام طلبية مؤكولات، وأجبرت على الإستماع خلال انتظاري إلى سورة آل عمران التي كانت تنبعث من المسجلة أو الراديو في ذلك المطعم. لن تستغربوا إن قلت لكم أنني وجدت المغالطات والتناقضات والبديهيات والجهل البشري الفاضح الواضح في كل آية رتلها الحصري، من بداية تلك السورة إلى مغادرتي لذلك المكان. فعندما أقول وأكرر في هذه المدونة أن مجرد فتح القرآن عشوائياً على أي صفحة، سوف يبرز لكل إنسان متحرر فكرياً بشريته بنواقصه اوأخطائه الفاضحة فإني لا أبالغ، وهذه هي الخواطر السريعة العابرة التي مرت ببالي بعد استماعي لآيات تلك السورة خلال الدقائق القصيرة من فترة انتظاري، أنقلها لكم هنا كمثال على ذلك:
 
بسم الله الرحمن الرحيم - هذه أول عبارة من السورة، والتناقض الكلاسيكي التاريخي الواضح يلعلع من لسان الحصري على مسمع من الجميع، لأنها ترتطم مع الواقع. كيف يكون الله رحمن ورحيم مع وجود الكوارث الطبيعية والأمراض والأوبئة والتشوهات الخلقية والفقر والبؤس والشقاء؟ فشل عظماء الفلاسفة والمفسرين وعلماء اللاهوت عبر القرون في ترقيع هذا التناقض الفاضح، ولايزال نصف سكان الكرة الأرضية حتى اليوم يتعامى عنه.
 
الله لا إله إلا هو الحي القيوم - الحي؟ هل قلت الحي؟ يعني هل نتوقع أن يكون الله ميت، حتى يبلغنا ببيان ملكي رسمي إجباري ينزله علينا من بلاط السماء السابعة ليؤكد لنا بأنه حي؟
 
نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل - لا أعتقد هناك فرد واحد في الجزيرة العربية كلها آنذاك، قد سمع عن شيئ إسمه توراة أو إنجيل، لم يعرف أنه كتاب منزل من الله. فلماذا تكرر علينا معلومة معروفة في الشرق الأوسط منذ أكثر من 700 سنة؟
 
من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام - طيب، إذا كان الهدف هو هداية (هدى) الناس، فلم الحاجة إلى تعذيبهم لو رفضوا هدايتك؟ يعني هو الهداية بالعافية؟ وبعدين، ألم تعثر على أسلوب آخر يهدي الناس غير تهديدهم بعذاب يرهب حتى الجن الأزرق؟ ألست قادر على كل شيء؟ طيب ماتهديهم يارب بدون تهديد.
 
إن الله لايخفي عليه شيئ في الأرض ولا في السماء - أوكي، أنت عارف خفايا مافي الأرض والسماء، طيب وما دخلنا نحن في معلوماتك هذه لكي تتفاخر علينا فيها؟ ومافائدة البشر منها؟ هل كشفت للمسلمين على الأقل أين يوجد الذهب والفضة والألماس والبترول والمعادن الهامة الأخرى في الأرض حتى يستفيدوا منها؟ لأ، بل تركتها لأعدائهم الكفار واليهود والصليبيين حتى يكتشفوها هم، ويستخلصوها هم، ويصنعوها هم، ويبيعونها على مسلمينك ... ويحاربونهم بها أيضاً.
 
هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم - الذي يتحكم بصورة الإنسان في الرحم هو الجينات الموروثة من أبويه، وهذه تخضع لقوانين جينية معروفة، فالإنسان محدد الصورة والهيئة والقوام واللون والفسلجة جينياً خلال تكوينه في الرحم، وليس لأي قوة ميتافيزيقية أثر بتاتاً في تكوينه أو تصويره. ثم أن "لا إله إلا هو" مجرد مزعم يفتقر إلى البرهان، لم تثبت لأحد إلى اليوم يارب عدم وجود رب آخر غيرك في الكون.
 
واستلمت طلبية الأكل بعد تلك الآية مباشرة، ورجعت بالسيارة لأنطلق بعيداً عن ضوضاء المسجلة.
 
* * * * * * * * * *
 

الاثنين، 8 أبريل 2013

وعاد بن كريشان إلى التدوين

::
بن كريشان، المدون الإماراتي الشهير، يقول في أول بوست له، بعد انقطاعه المفاجئ الذي دام عدة سنوات، أنه قد عاد الآن إلى التدوين. فيسعدني أن أرحب بعودة الصديق المتألق بن إلى ساحة التدوين لينظم من جديد إلى كتائب الفكر الحر في البلوغسفير لمكافحة الوهم والخرافة. وأحثكم على زيارته في مدونته الإلحادية الجديدة هـنـا.
 
* * * * * * * * * *


الأحد، 7 أبريل 2013

حكمة السماء في أسلوب حماية الأنبياء

::
يقال أن النبي الهندوسي سوامي براهماشاد كان يكثر من الجلوس على الأرض الصلبة لتعبد الإلاهة لاكشمي، لمدة تطول لعدة أيام متواصلة امتدت لعدة عقود، حتى انتشرت إشاعة كاذبة بين سكان القرى المحيطة بصومعته بأن لحم مقعدته قد أنضغط من كثرة جلوسه المتواصل، وأن مؤخرته قد تسطحت ولم تعد بارزة كمؤخرات كباقي البشر، وأن هذا النبي أصبح يربط نصفي جوزة هند تحت سرواله ليغطي كل نصف منها جانب من مقعدته حتى إذا مشى بين الناس يظهر وكأن شكلها مكور طبيعي.

ورغم أن سوامي براهماشاد لم يعبأ بهذه الإشاعة المنتشرة بين الناس، إنما الإلاهة الحكيمة لاكشمي التي يعبدها لم تعجبها هذه التهمة الكاذبة التي ينشرها سكان القرى حول مقعدة نبيها الصالح، فقررت أن تزيل عن مؤخرته المقدسة هذا الإتهام الباطل بكشف الحقيقة.

فذات يوم، وبينما النبي براهماشاد ينحني ليكنس أوراق الشجر المتساقط على مكان جلوسه المعتاد تحت الشجرة، وبعض أفراد القرية يمرون بجانبه، تقوست أغصان الشجرة من فوقه إلى الأسفل بأمر من الإلاهة العظيمة لاكشمي، وأمسكت تلك الأغصان بسروال براهماشاد، ثم سحبته إلى الأسفل حتى تعرت مؤخرته للمارة. فشاهد هؤلاء الناس أن مؤخرة براهماشاد ليست مسطحة كما تزعم الإشاعة، بل كروية طبيعية حالها حال مؤخرات باقي البشر.

وبذلك الإعجاز الرباني العجيب والتصرف الألوهي الحكيم أثبتت الإلاهة القديرة لاكشمي جلت وعلت بطلان تهمة سكان القرية بشأن نبيها المقدس سوامي براهماشاد، وبرئت مؤخرته النبوية الشريفة من هذا الكذب والبهتان عليها.

يمكنكم الضحك والسخرية من هذه القصة الهندوسية ماشئتم، ولكن الشيخ محمد العريفي يريدكم أن تأخذوا بمنتهى الجدية نسخته الإسلامية من أمثال هذه القصص السندبادية التافهة، الفارغة تماماً من أي قوام فكري ناضج، وإلا سوف تنالوا سخط الله وغضبه على جحودكم بالإسلام القويم وإنكاركم لمنهج الله المبين في تبرئة خصيان أنبيائه من التهم الكاذبة. 

وراقبوا درجة الشغف والإهتمام على وجوه أطفال الروضة الحضور، بعيونهم المبحلقة في المعلم وهو يروي لهم هذه الحدوتة الطريفة.
 
 

 
 

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

هوية الرب مفقودة

::
استلمت إيميل قبل كم يوم من أحد قراء المدونة، يقول فيه أنه قد قرأ جميع المواضيع المطروحة فيها ولكنه لم يصادف في أي منها تصريح واضح مني، غير "الهمز واللمز"، أحدد فيه موقفي تجاه وجود أو عدم وجود رب. أي أنني لم أكتب بصريح العبارة في أي من مقالاتها بأنني أؤمن أو لا أؤمن بوجود إله.

هل فعلاً لم أبين موقفي تجاه الرب بصريح العبارة في أي من الـ 600 بوست الذي دونته خلال الخمس سنوات الماضية؟ معقولة؟ ربما، ولكن لا يوجد لدي الوقت لأبحث في جميع هذه البوستات لكي أتأكد من صحة الزعم، وربما الأسهل لي أن أطرح بوست يوضح موقفي.

أجد أنه ليس من السهولة الإجابة على سؤال: هل تؤمن بوجود إله؟ لأن مفهوم الإله ضبابي مبهم، لا يوجد له تعريف محدد وواضح يتفق عليه البشر، وفي نفس الوقت هو مفهوم هلامي ومطاطي مطواع، متغير بتغير الزمان والمكان ومن السهولة تكييفه لكي ينسجم مع المستجدات العلمية واختلاف وتطور المفاهيم الفكرية. فالإله الإبراهيمي يختلف عن أي من الآلهة الهندوسية أو الزرادشتية أو الرومانية أو النوردية أو البابلية أو عشرات الآلاف غيرها من الإلهة الأخرى التي عُبدت ثم تركت وأهملت عبر العصور، رغم أنها كلها تشترك بنفس الخصائص الأنثروبومورفية (التأنيسية، أي التي تعكس الصفات البشرية) وتحاط بنفس الهالة الميتافيزيقية المقدسة. ولكن لتسهيل الإجابة على السؤال، لابد أن أحصر التعريف في ثلاث إحتمالات لمن هو الرب.

1-  أنه الإله الإبراهيمي، إله المسلمين والمسيحيين واليهود (رغم أن حتى الإله الإبراهيمي هذا يختلف تعريفه بين هذه الديانات).
 
2-  هو كيان أو قوة خارقة غير معروفة الهوية بتاتاً، خلقت الكون وقوانينه، ولاتزال تسيره وتتدخل في أموره وأمور البشر فيه.
 
3-  هو كيان أو قوة خارقة غير معروفة الهوية بتاتاً، خلقت الكون وقوانينه، ثم تركته بدون أي تدخل ليسير حسب تلك القوانين.
 
الإحتمال الأول مستبعد تماماُ. وفي الحقيقة أنا متأكد 100% أن الإله الإبراهيمي هذا الذي يؤمن به نصف سكان الكرة الأرضية ماهو إلا كيان وهمي مختلق، مشتق من البانثيون (مجموعة الآلهة) السائدة في كنعان وبلاد الشام في فترات ماقبل الميلاد، ليس له وجود سوى في عقول ورثة التقاليد الكنعانية/الصحراوية المقدسة. والأدلة؟ الأكاديمية أكثر مما يمكن حصرها، إنما لاتحتاج أن تطلع على الإكتشافات الآركيولوجية وأبحاثها، بل يكفي أن تفتح القرآن أو الإنجيل أو التوراة وتقرأ أول سطر فقط فيه، تجد الدليل على بشريته بجهلها الفاضح وجميع نواقصها يحدق بك من الصفحة الأولى. ومن لايرى بشريتها فهو يعاني من مشكلة ما في دماغه. فموقفي الصريح إذاً من الإله الإبراهيمي هو أنه قــــــطعــــــاً غــــــيــــــر مــــــوجــــــود.
 
والإحتمال الثاني مستبعد أيضاً، ولكني لست متأكد 100% من عدم وجود هذا الصنف من الالهة، أو أي قوة أخرى تقع تحت هذا التصنيف، ميتافيزيقية كانت أو طبيعية، إنما أستطيع أن أقول أنه مستبعد بنسبة 99.999999%. وسبب هذه النسبة العالية في ثقتي بعدم وجوده هو الغياب التام لأي دليل تجريبي علمي يشير إلى إحتمال وجود قوة "ربوبية" تتدخل في مجرى الطبيعة وفي شؤون البشر، لأن لو كان هناك تدخل ربوبي إعجازي، لشكل هذا خرق لقوانين الطبيعة ولظهرت آثاره منهجياً، ولكن هذا لم يحدث إطلاقاً. هذا من جانب، ومن جانب آخر، لا توجد أيضاً أي حاجة إلى استحضار إله لفهم ظواهر وقوانين الطبيعة، فجميع النظريات العلمية التي صيغت إلى حد الآن لتفسير الطبيعية لم تحتاج إلى استحضار أي قوة ميتافيزيقية في صياغتها. فموقفي الصريح من وجود هذا الإله هو أنه احتمال وارد، إنما مستبعد إلى درجة تدنو من الصفر.
 
أما الإحتمال الثالث، فهذا هو الإحتمال الوحيد الذي لا أستطيع أستبعاده أبداً إن كنت صادق مع نفسي. فمن الممكن وجود قوة خارقة، أياً كانت طبيعتها، أوجدت الكون ووضعت قوانينه، ثم تركته يسير حسب تلك القوانين بدون أي تدخل منها في أي من أموره أو أمور كائناته. هذه القوة، أو الرب إذا فضلتوا أن تطلقوا عليها هذا المسمى، لايمكن إثبات عدم وجودها منطقياً. فهو إذاً احتمال منطقي فقط وليس تجريبي، لأن عدم تدخل هذه القوة (إن وجدت) في أمور الطبيعة، يجعل من الإستحالة التأكد من وجودها أو عدم وجودها. فموقفي من هذا "الرب" بالذات هو اللاأدري واللاأهتم، لأنه لايتدخل في أمور الطبيعة أو البشر، وليس لنا حاجة له، ووجوده من عدم وجوده سواء.
 
أرجو أن يكون موقفي الصريح تجاه الرب قد وضح الآن.
 
* * * * * * * * * *