الأربعاء، 30 يناير 2013

النجوم والماء والعرش

::
القرآن ينضح بالتحف المعرفية، وهذه إحدى أروعها وأبلغها:

هو الذي خلق السموات والأرض في ستتة أيام وكان عرشه على الماء .. (هود - 7)

إقرؤوا تفسيرها على لسان النبي محمد نفسه في هذا الحديث كما جاء في صحيح البخاري:

عن عمران به حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شيئ قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيئ، ثم خلق السموات والأرض.

وهذا الحديث النبوي الآخر كما جاء في صحيح مسلم عن عبدالله ابن عمرو:

قدر الله تعالى مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء.

أي لا يوجد أي مجال للشك أو الجدل، بأن عرش الله، حسب النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، كان موجود على الماء قبل بداية الخلق، أي خلق السموات والأرض. وما هي السموات والأرض؟ الكون نفسه طبعاً.

هذه في الواقع إحدى الآيات المفضلة لدي، وإحدى التحف الماستربيسية من بين التحف المثيلة الأخرى التي ينضح بها القرآن. وأعتبرها تحفة ليس لتألقها الربوبي، فليس بها مثقال ذرة من ذلك، إنما لتألقها البشري وبلاغتها المدهشة في فضح بشكل جازم وحازم، ليس من السهولة ترقيعه بالتورية والتأويل، جهل كاتبها الفاضح، الذي يشع بريقه من جميع النصوص الدينية الأخرى.

أعرضوها على أي مؤمن بمقارنة مضمونها الساذج مع المعلومات العلمية الصلبة التي توصلنا إليها اليوم، وراقبوا كيف تتغير ألوان وجهه. ورغم أنها لن تغير رأيه أو تزعزع إيمانه، ولكنها ربما تفتح زاوية صغيرة من باب الشك والنقد والتفكير في ذهنه.

وجمال تحفة هذه الآية، من المنظور المنهجي العلمي المجرد من الإيمانيات المسبقة، أنها ليست مجرد خاطئة وبس، بل أن  درجة خطئها، إن كان للأخطاء درجات، هو خطأ مشين لأعمق درجة. فالماء مركب كيمائي يحتوي على ذرتين هايدروجين وذرة اوكسجين، كما يعرف كل من درس الكيمياء في المراحل المتوسطة في المدرسة. ولكن ربما ما لايعرفه الكثير، أن الغالبية الكبرى من العناصر التي تكون المادة، ومنها الأوكسجين، لا تتكون إلاّ داخل الأفران الشمسية، أي أن وجودها يتطلب وجود النجوم المصنعة لها أولاً، إنما النجوم لم تتكون إلاّ حوالي 200 مليون سنة من بعد الإنفجار الكبير، أي من بعد نشأة الكون، ولم يتواجد أي عنصر قبله. 

فخلال تلك الفترة الأولية من نشأة الكون، كانت المادة الموجودة تقتصر على ذرات منتشرة بنسبة كبيرة من الهايدروجين ونسبة أصغر من الهيليوم، بالإضافة إلى نسبة ضئيلة جداً من عنصري الليثيوم والبريليوم فقط. ثم استغرق الكون 200 مليون سنة على الأقل حتى تجمعت ذرات هذه العناصر الأربعة بفعل الجاذبية في سدم كونية، تكتلت مع مرور ملايين السنين لكي تتكون منها النجوم التي أنتجت الأوكسجين وباقي العناصر الأخرى تحت تأثير عملية الإندماج النووي التي تجري فيها.

فلم يتواجد إذاً خلال تلك الفترة الطويلة من بداية ظهور الكون أي أوكسجين حتى يتكون الماء، لعدم تكوين النجوم بعد. وزعم وجود ماء قبل نشأة الكون، هو مزعم ليس له مكان أو حتى معنى ضمن قوانين الطبيعة. فحين يصرح القرآن عن وجود العرش، أياً كان تعريف هذا الشيء، فوق ماء قبل خلق الكون، ثم تأتي الأحاديث النبوية بعده لتأكد هذا التصريح، فكلا القرآن والأحاديث تكشف جهلها المطبق بأحد أهم الحقائق القاعدية الأساسية في علم الفيزياء الكونية.

وطبعاً من الممكن للمؤمن تفنيد هذا الخطأ الفادح في آيات الخالق باللجوء إلى الماورائيات في تفسيره، مثل التحجج بأن الله قادر على خلق الماء بدون الحاجة إلى النجوم. وهذا ممكن، إذا فتحنا باب الإحتمالات على مصراعيه وقبلناها كلها، من المعقول إلى المجنون.

ولكن محاولة الدفاع عن أي معتقدات بإخراجها من دائرة التفسير العلمي ووضعها في نطاق التفسير الماورائي، هو بمثابة إبعادها عن مصباح البحث وإخفائها تحت لحاف الغيبيات، حيث لايمكن إختبار صحتها، وهو بمثابة وضعها في نفس مرتبة مزاعم الديانات الأخرى، الهندوسية والزرادشتية والآلاف الأخرى غيرها، بجميع سخافاتها وتفاهاتها، حيث يكون كل شيئ ضمنها محتمل الوجود بمقياس الماورائية، لايمكن التأكد من صحته أو زيفه بالوسائل المنهجية العلمية.

إنما ضمن الإطار المعرفي الحالي في فهمنا لطبيعة المادة وكيف تكونت عناصرها، والماء مجرد أحد ظواهرها، فهذه الآية قد أبدعت في بلاغتها حين كشفت بشرية كاتبها. 
 
* * * * * * * * * *


الاثنين، 28 يناير 2013

أول رائد فضاء من دولة إسلامية ... قرد

::

أرسل لي أحد الأصدقاء بالإيميل رابط خبر إطلاق إيران لصاروخ يحمل قرد، وطلب مني أن أعلق عليه. وهذه بعض ملاحظاتي حول الخبر:

* هذا بلاشك إنجاز باهر ... بالمقاييس الشرق أوسطية. فقد أستطاعت دولة إسلامية أن ترسل صاروخ إلى الفضاء الخارجي، تعدى ارتفاعه الشاهق 129 كيلومتر عن سطح الكرة الأرضية، أي مايعادل ثلاثة أضعاف المسافة التي حققها فيليكس باومغارتنر ببالونه، ولم يتبقى لإيران الآن إلاّ 356270 كيلومتر فقط لتصل إلى القمر. وعليه، فأنا على ثقة تامة بأن إيران ستصل إلى القمر قبل وصول القيامة.

*  أن اختيار إيران للقرد كأول رائد فضاء من دولة إسلامية، يشير إلى إعتراف ضمني من الملالوة في إيران بالقرابة الشديدة بينهم كبشر وبين القرود، وهذا تقدم آخر من المسلمين نحو قبول نظرية التطور.

*  أن منح شرف بداية ركوب هذا الإنجاز التكنلوجي العظيم إلى حيوان مذموم من رب السماء نفسه، هو بمثابة رفع اصبعين إلى السماء، وهذا بحد ذاته إنجاز جريئ منهم يفوق الإنجاز التكنلوجي ذاته.

*  أن منح شرف بداية ركوب الصاروخ المسلم لقرد، ربما يكون أسلافه من اليهود المخفوس بهم، هو أيضاً خطوة إيجابية نحو تصالح وتهدئة الصراع التاريخي القائم مابين العرق الإسماعيلي والإسحاقي. إنما هناك لاشك قلق في أوساط الملالوة من احتمال تحول القرد بواسطة تعرضه للأشعة الكونية إلى أحد أسلافه المخفوس بهم، وبذلك تكون إيران قد أعطت هذه المرتبة الفضائية المرموقة إلى يهودي أصلي بدل من مسلم. 

*  أن إيران تقترب من تصنيع صواريخ ذات مدى بعيد، قادرة على حمل رؤوس نووية، لضرب شياطين الغرب وحلفائهم، تحضيراً وتشجيعاً لظهور الإمام المهدي الذي سوف يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجورا. هذا إذا لم تفركش إسرائيل كل هذه التحضيرات وتعيد المهدي إلى سردابه.

وسلامتكم.
* * * * * * * * * *


الجمعة، 25 يناير 2013

نصيحة منّي لسلوى

::
سلوى المطيري معصبة ... جداً، على نيافة الشيخ النجيمي بتهمة أنه استهدفها بسبب حجابها، وتدعي ربها أن يسلط عليه من لا يؤمن بالله أو خرافاته! ومضمون دعائها أن من يؤمن بالله سوف يكون أرحم!!! متجاهلة تماماً حملات الذبح الجماعي التي يقوم بها ... همممم، نفس الذين يؤمنون بالله وخرافاته.
 
فهذه نصيحة إلى سلوى المطيري من شخص لا يؤمن بالله ولا برسوله، أوجهها لها باللهجة الكويتية حتى لايكون هناك أي التباس:
 
انتي ليش معورة راسج بالصراخ وباحة صوتج بالدعاء؟ الدعاء والإبتهال إلى الهواء ماينفع، مو ملاحظة؟ إنما الحل بسيط. تبين تغيضين النجيمي؟ فصخي الحجاب على اليوتيوب، وراقبي شلون شرايينه تتفجر من القهر، هو وباقي العصابة السلفية هناك. جربيها ... مضمونة.
 
 
 
 

الخميس، 24 يناير 2013

دلفين يطلب المساعدة

::
إليكم هذا الفيديوكليب المدهش.
 
بينما كانت مجموعة من الغواصين يصورون تحت الماء قرب جزر الهاواي، أتاهم دلفين تظهر عليه علامات المعاناة، وأخذ يسبح قريباً جداً منهم. وعندما راقبوا هذا التصرف الغريب من هذا الحيوان، لاحظ أحدهم صنارة صيد عالقة بفمه، موصولة بخيط مشدود منها وملتوي حول زعنفته وغارس فيها بشكل مؤلم يسبب إعاقة في تحريكها.
 
فأخرج الغواص سكينته وأخذ يحاول قطع الخيط من زعنفة الدلفين، ولدهشة الجميع، كان الدلفين متعاون بشكل واضح لدرجة أنه كان يدير جسمه بالشكل الذي يساعد الغواص في مهمته لقطع الخيط.
 
وخلال عملية آزالة الخيط، احتاج الدلفين إلى التنفس، فصعد إلى السطح، ثم عاد إلى الغواص لكي يكمل مهمته. وعندما شعر الدلفين بأن زعنفته قد تحررت من الخيط، سبح بعيداً عنهم في ظلام المحيط.
 
 

 
 

الأربعاء، 23 يناير 2013

اهتزت الأرض وارتجت السموات من فتنة .. حلا الترك؟

::
مسكين الشعب السعودي، ومسكينة الشعوب الإسلامية الأخرى العفيفة. فهذه الشعوب التقية الفاضلة تتعرض إلى هجومات فتنية لاأخلاقية كاسحة مستوردة من الغرب المنحل، تحاول الوثوب عليها في جميع الأوقات ومن جميع الجبهات. ولولا حرص وجهد باونسرات السماء في السعودية وغيرها من الدول الإسلامية في صد هذه المداهمات الحثيثة، لانتشر في الأمة الإسلامية الفساد، وسادت فيها الرذيلة، وتفككت بنيتها، وتداعت أعمدتها، وانهارت حضارتها، وتراجعت، وتخلفت، وانتهت.

وآخر هجوم تصدى له حملة العصي والهراوات المقدسة في السعودية، ومنعوه من الإقتحام قبل أن يطأ قدميه على رمالها الشريفة ويسبب فتنة تؤدي إلى فساد، يؤدي إلى رذيلة، تؤدي إلى تفكك بنيتها وتداعي أعمدتها وانهيارها وتراجعها وتخلفها وانتهائها، هو اعتزام حلا الترك، المطربة البحرينية، لإقامة حفلة غنائية هناك. ولمن لا يعرف من هي حلا الترك التي تتعوذ منها المشايخ وتتخوف من فتنتها، فاليشاهدها في هذا الفيديوكليب هـنـا قبل تكملة البوست.

همممم، لحظة .. لحظة، فالنقف لبرهة نفكر ونتسائل فيها شوية.

الفتنة التي يتخوف المطاوعة منها، ويمنعون حتى الأطفال من اعتلاء المسرح بسببها، هل هي نفس الفتنة الموجودة في المجتمعات الغربية، أو أنها فتنة من صنف آخر؟

إذا كانت هذه الفتنة هي من الصنف الموجود في المجتمعات الغربية، والتي صاحبت هبوطهم على القمر، ووصولهم إلى المريخ، وبنائهم للمصادم الهدروني الكبير، وإنتاجهم للكمبيوتر والموبايل والسيارات والطائرات والسفن والقطارات، وكل جهاز اليكتروني وميكانيكي آخر موجود على وجه الكرة الأرضية، ورفع مستوى المعيشة والخدمات الصحية والتربوية والثقافية، وخفض مستوى الفساد والمحسوبية والسرقة وبعثرة الأموال، ونشر مبادئ الحرية والديموقراطية، وحفظ حقوق الإنسان واحترامها في بلادهم، وهيمنتهم الإقتصادية والسياسية والعسكرية على العالم ...

فهذا النوع من الفتنة مرغوب ... لاشك. ربما يصلح العك الذي سببه الهوس الباثولوجي في فرض مفاهيم مهترئة وبالية على الناس، ويعكس المسار الكارثي الذي تمشي فيه شعوبنا.


مع وافر الشكر لغير معرف على توفير الرابط.
 
* * * * * * * * * *
 

الاثنين، 21 يناير 2013

القردوي وصف علمي وليس سبّة

::
أرسل لي قارئ تعليق قصير في هذا البوست يختمه بنعتي بالـ "القردوي" كنوع من الإهانة أو السبّة ضدي، إشارة إلى قبولي بحقيقة التطور ومنها انتماء البشر وباقي القرود العليا إلى سلف مشترك.

هذا التصرف الغبي، ليس أنه لا يثير غضبي فحسب، بعكس ما ينويه السبّاب، بل أنه يثير ضحكي دائماَ كلما صادفته. والسبب في ضحكي على هذا المعلق، وعلى كل من يحاول إهانة التطوريين بنعتهم بالقرود، هو أن الناعت يجهل، أو ربما يعرف إنما ينكر، أن هذا النعت هو في الحقيقة وصف دقيق لتصنيفنا البايولوجي، أنا وهو وباقي البشر. وأن الدلائل الجينية والمورفولوجية التي تؤكد علاقتنا كبشر بباقي القرود العليا، هي أكثر وأقوى مما يمكن صرفها والتغاضي عنها لمجرد أنها تخدش شعور البعض.

فالنعطي هؤلاء الناكرين لأصولهم القردية درس بسيط بالتاكسونومي (التصنيف البايولوجي) بيننا نحن البشر الحلوين الذين خلقنا في أحسن تقويم وباقي القرود الجيكرة المذمومة:

نحن نقع تحت تصنيف الـ هومينيدي  Hominidae  الذي يشمل أربعة فصائل، وهم: الشيمبانزي (والبونوبو) والغوريلا والأورانغوتان بالإضافة إلى من هم خلقوا على صورة الخالق نفسه (حسب التوراة)، الذين هم نحن، البشر. وهذا هو التصنيف العلمي لنا. فنحن الكائنات الجميلة التي اختار هيئتها الرب نفسه، ونفخ فيها من روحه أيضاً، لانختلف كثيراً عن باقي أفراد الأسرة القردوية المشعرة، سوى أننا قرود ملساء، نمشي على رجلين، ونتكلم، ولنا عقول أكبر من باقي أولاد وبنات العمومة.

رضيت يا أيها الناكر لأصلك القردوي بهذه الحقيقة المدعومة بأطنان من الدلائل أو انرضيت . أما انتمائك إلى سلفين عاريين، يتكلمون العربية الفصحى ويصلون ويصومون ويزكون، إسمهما آدم وحواء، فهذا كذبة ملطوشة أصلاً من يهود كنعان ومطبوخة ببهارات العربان، فلاتصدقها.

وبالمناسبة، هذه معلومة أخرى لك، لا أنصحك بقرائتها قبل النوم إلاّ بوجود حبوب منومة وكباية ماء قربك، لأنها سوف تؤرقك. العدد الدقيق للدلائل العلمية التي تثبت بأن سعادة شخصك البشري الجميل ينحدر حصراً من سلالة سمو جدك الخرافي آدم وحرمه حواء دون باقي الكائنات، كما تزعم الكتب الكنعانية المقدسة، والقرآن أحدها، هو بالضبط:

صفر

وهذا فيديوكليب يعرض التصرف الطبيعي لقرود المكاك، الذين لا ينتمون حتى إلى فصيلتنا العليا، يبين شدة التشابه في السلوك بيننا وبينهم في رعاية الصغار.
 
 
 
 
وهذا رابط مفيد لك أيها الناكر لأصولك لتصحيح معلوماتك، أضغط عليه هـنـا لكي تتعرف على أسلافك الحقيقيين.
 


* * * * * * * * * *
 

الجمعة، 18 يناير 2013

وصل العربان، فارتعد السرطان

::
تشير المعدلات إلى أنه من بين كل أربعة أشخاص، سوف يصاب أحدهم بالسرطان في مرحلة ما من عمره. لم أصدق هذه الإحصائية المخيفة عندما كنت أقرأ عنها في الماضي، حتى رأيت بنفسي صحتها بعد إصابة بعض من حولي بهذا المرض العضال.

والصعوبة الجوهرية في علاج هذا المرض المتشبث الخبيث، هو سرعة تغير الخلايا السرطانية بواسطة تطورها المستمر، الذي ينتج خلايا جديدة مقاومة لأسلوب العلاج المطبق عليها، مما يستلزم تغيير المنهج العلاجي بدوره ليساير التغيير الخلوي الجديد. ولكن حين تستنفذ وسائل العلاج، وتتطور الخلايا إلى ماهو أبعد مما هو متوفر لعلاجها، فهنا تكمن الخطورة المميتة لهذا المرض.

فهل يلوح في الأفق منهج ما يبشر بعلاج فعال ضد هذا المرض الفتاك؟

لاشك أن ملايارات الدولارات تصب سنوياً في الكثير من المختبرات المتخصصة المنتشرة حول العالم، التي تسعى كلها لاستكشاف علاج فعال ضد هذا المرض، أختار منها إثنان لهدف هذا البوست تقوم بهما هيئتان مختلفتان في منهجها وتفكيرها.

المنهج الأول يقوم به معهد العلوم الجينية الدولي المرموق، التابع لجامعة واشنطن في الولايات المتحدة. وتتركز أبحاث هذا المعهد على فك شفرة الجينوم السرطاني (المجين، أو المجموع الموروثي للأحماض النووية) لمعرفة آلية ومراحل التغيير الجيني في الخلية المصابة، ومنها تصنيع العلاج المناسب.

هذا الأسلوب البحثي، بجانب الموارد المالية العالية التي يتطلبها، يتطلب أيضاً في المقام الأول والأهم اختيار وتعيين أنبغ العقول البشرية المؤهلة علمياً، وعصر خلاياها الدماغية لساعات مضنية وطويلة، يوماً بعد يوم، لعدة شهور وسنوات، وربما لعقود، في محاولة، ضمن المنهجية العلمية الدقيقة المتبعة في هذه البحوث، لفك إحدى أعقد العمليات الحيوية التي تجري في الجسم، لفهمها والتعامل معها.

أما المنهج الثاني، فهذا تقوم به الهيئة العلمية، المرموقة محلياً فقط، المتمثلة بوحدة زراعة الخلايا والأنسجة في مركز الملك فهد للبحوث الطبية في السعودية. وهذا المنهج يبحث أيضاً في أسلوب معالجة السرطان ... بالوصفة المحمدية التي انتقلت إليهم من مختبرات بيوت الشعر في العصور الوسطى ... بول البعير.

وكون هذا الأسلوب العلاجي موصى عليه من السوبر فطحل فوق، الذي صمم المرض أصلاً وابتلانا فيه، ربما ليجبر المغفل فيما بعد على شرب الأبوال لكي يضحك عليه، فهذا لايحتاج من العاملين فيه إلى أي قدر من الثقافة العلمية أو حدة في الذكاء للبحث فيه أو تطبيقه، سوى ربما إيقاظ بعض الخلايا الدماغية من سباتها في رؤوسهم للبحث في دراسات كيفية تجميع البول من الناقة، وما إذا كان من الأفضل تعليق وعاء تحت مؤخرتها أو ملاحقتها بسطل، وكيفية تجرع المريض للبول، وما إذا كان الأفضل تجرعه صافياً لوحده أو خلطه مع مشروب آخر كالمكة كولا أو البربيكان؟

فكما ترون من هذين النموذجين المتنافرين كأقطاب المغناطيس، ولاشك أنكم تعلمون مسبقاً، أن هناك عدة مناهج بحثية لمعالجة هذا المرض الخبيث وغيره من الأوبئة والأمراض، يعكس كل منهج منها عقلية ومستوى تفكير الهيئة الباحثة فيه، من النبوغ إلى الخيبة. إنما أطرح هذا الموضوع بدافع زيارة الدكتورة فاتن خورشيد رئيسة الهيئة العلمية السعودية المذكورة أعلاه، والمتخصصة في علاج السرطان ببول البعير، للكويت.

ولا أستغرب أن يتم دعوة هذه "الدكتورة" لإلقاء محاضرة عن أسلوبها الرعوي العلاجي العصر أوسطي، في عقر المركز الكويتي العلمي، الباحث في أحد أشد الأمراض تعقيد وفتك بالبشرية، فمن الواضح أن الطاقم العلمي في هذا المركز يعاني من بلاء نفس هذه العقلية العصر أوسطية. كما لا أستغرب أن حتى أشد المسلمين إيماناً والتزاماً بالدين الإسلامي وتعاليمه العلاجية، لن يتردد في كب بول البعير في البالوعة لو قدم له، مفضلاً عليه التعجيل في قطع تذكرة سفر إلى أفضل مستشفى غربي للعلاج يسمح به رصيده، عند أول علامة لإصابته بهذا المرض.

ولكني كنت أتمنى لو تجاهل الطاقم الطبي في الكويت، وفي أي مكان آخر تذهب إليه، هذه "الدكتورة" بتخصصها هذا. أو إذا استلزمت ضيافتها، فاستقبالها في خيمة شعر، مع إحضار بعض الإبل والغنم لترعى من حولها، لا شك بأن مثل هذا المكان بأجوائه الرعوية سيكون أنسب للسوالف في تخصصها من إلقاء محاضرات في مراكز بحثية حديثة تسعى لاكتساب مصداقية علمية.

_________________________________________

تحديث:

وصلني هذا الرابط لمقالة في جريدة الوطن الكويتية من أحد الأصدقاء، تزعم فيه "الدكتورة" فاتن خورشيد فعالية بول الأبل في معالجة السرطان. تدرون ماهي الخطورة القاتلة في هذه المزاعم؟

الخطورة أن المؤمن المصاب بالسرطان سوف يصدق هذه الأكاذيب لتجربة هذه الوصفة العلاجية، وبذلك يؤخر علاجه الطبي العلمي الحديث. وحيث أن أهم خطوة في معالجة هذا المرض هي السرعة في تشخيصه ومعالجته بالأساليب الطبية الحديثة التي يتطلبها نوع السرطان المشخص، وكل نوع يحتاج إلى علاج وأدوية خاصة به، فأي تأخير في العلاج سوف يعطي المرض وقت للإستفحال والإنتشار. هذا التأخير هو الذي قتل ستيف جوبز، رئيس شركة أبل، لأنه أراد أن يجرب علاج الأعشاب قبل الشروع في العلاج الطبي المخصص لمرضه.

لو قامت هذه الدكتورة بتجربة ناجحة كما تزعم على مرضى السرطان ببول البعير، كان المطلوب منها أن تنشر تجربتها في إحدى جورنالات البير تو بير العلمية المعروفة لكي تعطي باقي العلماء فرصة التمحيص في تجربتها والتعليق عليها. ولكن أن تزعم في الجرائد المحلية فعالية وصفة بدائية ضد مرض فتاك كالسرطان، فهذا تصرف أرعن غير مسؤول سوف يسبب بلاشك موت الكثير من المرضى كان يمكن إنقاذهم.

هذه جريمة إنسانية تتلطخ دمائها أيضاً في أيدي الأطباء الذين دعووا وشجعوا هذه "الدكتورة" الكواكية على خداع مرضى أحد أشد الأمراض فتكاً بالبشر، وأعطوهم آمال سوف تسوقهم إلى المقبرة.
* * * * * * * * * *

الخميس، 17 يناير 2013

نكاح الغلمان في أفعانستان

::
هذا فيديوكليب لفلم وثائقي قامت به القناة الفرنسية الثالثة، صادفته في الفيسبوك وأنقله لكم هنا. شاهدت منه أول دقائق فقط، ولم أستطع تكملته لشعوري بالغثيان.
 
يتكلم الفلم عن تقاليد قديمة تمارس في أفغانستان ويشارك بها حتى جنود الله على الأرض، الطالبان، وهي نكاح الغلمان، الأولاد الصغار. ولا غرابة في ذلك، فهناك عدة نصوص مقدسة، واضحة للبيب، ومبهمة للمرواغ، توعد المؤمن، الذكر طبعاً، في ثلاث آيات من ثلاث سور مختلفة بإحدى ملذات الجنة:
 
يطوف عليهم ولدان مخلدون (الوقعة - 17)
يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا (الإنسان - 19)
يطوف عليهم ولدان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون (الطور - 24)

فما هو حلال في الجنة، فهو حلال في الدنيا. أو هكذا يمكن تفسير النص.
 
 

 
 
 
مع وافر الشكر للأخ بسام البغدادي على التنبيه
 


الأربعاء، 16 يناير 2013

وما من سمكة في البركة إلاّ على البطة رزقها

::
هل تدرون أن 99% من جميع الكائنات الحية التي عاشت على الأرض منذ ظهورها قد انقرضت وفنت؟ وأن السبب الأكبر في انقراضها هو التغير المناخي/البيئي الذي سبب بدوره انخفاض كارثي في المصادر الغذائية لهذه الكائنات أدى إلى انقراضها؟
 
فحين يصلني هذا الفيديوكليب اللطيف عن بطة تطعم السمك في بركة، وأسمع فيه دبلجة آية وما من دابة في الأرض إلاّ على الله رزقها (هود - 6)، تثار في بالي هذه الإستنتاجات:
  • من الواضح أن السيد المؤمن الذي أرسل لي هذا الفيديو يجهل هذه الحقيقة، وإلاّ لاستحى من نفسه على إرسال هذا الفيديو المدبلج بهذه الكذبة.
  • ولو افترضنا أن الآية صادقة، وأن هناك قوة ربانية فعلاً تتكفل بأرزاق الدواب، كما تزعم، فانقراض هذا الكم الهائل من هذه الدواب المرزوقة ربوبوياً يعني بدوره الآتي: إما أن هذا الرب الرازق بخيل حتى على الدواب، يتركها تفطس أمامه بدون أي اهتمام حين تستنفذ مواردها الغذائية، أو أنه سادي يستمتع بمشاهدة مخلوقاته وهي تعاني من كوارث تغير البيئة والموت جوعاً وعطشاً، أو ربما كان يقوم بتجارب  مخبرية شاملة على نطاق الكرة الأرضية على الدواب بإلحاق عينات من أنواع المجاعات عليها، لكي يطبقها فيما بعد بفعالية عالية على البشر حين يخلقهم.
 
 
 
 

الاثنين، 14 يناير 2013

السعودية تطلق رابع مركبة فضائية إلى المريخ

::
 تم بعون الله وفضله يوم أمس الجمعة بعد صلاة الظهر مباشرة، وبين هتافات تكبير طاقم العلماء في غرفة التحكم والمراقبة والمواطنين المتواجدين حول قاعدة الإطلاق قرب مدينة مكة المكرمة، إطلاق المركبة الفضائية البراق الثاني في رابع رحلة لها إلى كوكب المريخ تنظمها وكالة الملاحة الفضائية لاتحاد الدول الإسلامية.
 
مر بذهني هذا العنوان الخيالي الطريف عقب مشاهدتي هذا الفيديوكليب الرائع لإطلاق المكوك الأمريكي أطلانطس إلى المحطة الفضائية الدولية عام 2009.

ومراقبتي لعملية احتراق الوقود في بداية الإطلاق، والإرتفاع العمودي المتوازن الدقيق للمركبة، وتسارعها في الفضاء الخارجي الذي تخترقه خلال دقائق قليلة بسرعة تتعدى الـ 20000 كيلومتر بالساعة، وإدراك مستوى تعقيد وتقدم الأجهزة المستخدمة في تصميم وإنشاء المركبة وقواعد الإطلاق والتحكم، ودرجة العلم والمعرفة التي أوصلت النخبة القائمة على هذه العملية إلى تحقيق هذا الإنجاز الشاهق، غمرتني بإحساس عميق لمدى تقدم هذه الشريحة المبدعة من البشر، ومقدار تخلف شريحتنا المطموسة التي نعيش بينها.
 
 
 
متى ياترى سينشر الإعلام خبر إطلاق مركبة فضائية إلى كوكب أو قمر من دولة إسلامية بجهود وعلوم وتقنية محلية؟
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وحتى الهند، كلهم أطلقوا مركبات إلى الفضاء، بينما لم تطلق أي دولة إسلامية، مفردة لوحدها أو مجتمعة مع أخواتها، صاروخ واحد من إنتاجها ليصعد حتى بارتفاع نخلة.
متى ياترى سنرى في الأسواق، كمبيوترات وموبايلات من تصميم وإنتاج، وليس من تجميع فقط، دولة إسلامية؟
أوكي، دعونا من هذه الأحلام، فالنرجع إلى الأسئلة الواقعية:
متى سنرى إبرة خياطة أو شفرة حلاقة، من إنتاج دولة إسلامية؟
لاأدري بصراحة ما إذا تقدمت أي دولة إسلامية إلى هذا المستوى من التصنيع، أم لازالوا يستوردون أبرهم وشفراتهم من الخارج؟ هل هناك دولة إسلامية تصنع إبر للخياطة أو شفرات للحلاقة؟ لا أدري، أفيدوني.
 
ومالسبب ياترى؟
سأكون عادل وأقول بأن الأسباب كثيرة ومتعددة ومعقدة، ولن أتناولها في هذا البوست، إنما يطل علينا من بينها عامل جذري وأساسي بسيط، لعله أهمها، سوف يضمن تجاهله وعدم التركيز عليه البطء والتخلف عن ركاب المجتمعات الأخرى في التقدم العلمي والتقني، وهو صب الإهتمام التربوي، وتوجيه المصدر المالي، وتكريس الجهد التعليمي، وتخصيص أكبر قدر من الوقت لتدريس العلوم الطبيعية، من فيزياء وكيمياء وأحياء، وتشجيع الطلبة على اعتناقها ومتابعتها إلى المستوى الجامعي وما بعده.لأن هذا هو الأساس وهذه هي القاعدة التي ينطلق منها أي تقدم تكنلوجي، وبدونها فالتخلف في هذا المجال مضمون.
 
إنما المشكلة أن الأولويات التربوية والتعليمية في المناهج المدرسية في الدول الإسلامية مصابة بعاهة فكرية حادة إسمها الرؤية الدينية، التي لاترى ولاتميز الأمور من حولها إلاّ من خلال عدسة ضبابية قديمة مغبشة. فالآداب والأخلاقيات والتوجيهات والعلوم والمعارف كلها لاتقيّم هناك إلاّ من خلال هذه العدسة.
 
عندما ذهب العالم الفيزيائي الباكستاني أحمد عبدالسلام، المسلم الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، إلى الدول الخليجية في السبعينات ليحثها على الإهتمام في تدريس العلوم الطبيعة، والفيزيائية بالخصوص، لتلاميذها، وجد حماس من المسؤولين لرفع مستوى التدريب التكنولوجي في مدارسهم، ولكن فتور وتخوف منهم ضد تدريس القاعدة والأساس التي تقوم عليه التكنلوجيا، وهي العلوم التجريبية الطبيعية. والسبب في هذا الفتور هو تخوفهم من تنبيه الطلبة إلى التضارب بين ما تمليه العلوم التجريبية وماتمليه النصوص الإسلامية.
 
كان هذا موقف المؤسسة التربوية في الدول الخليجية تجاه تدريس العلوم الطبيعية قبل أربعين سنة. فما هو موقفها اليوم؟
 
لا أعرف في الحقيقة مايحدث في مدارس الدول العربية اليوم، فليس هذا موضوع يشد اهتمامي لأبحث فيه، ولكني صادفت قبل بضعة أيام هذا الخبر عن قرار يوشك أن يطبق في مدارس اندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية وأكثرها تقدماً، وهو قرار دمج حصص العلوم الطبيعية، كالفيزياء والكيمياء، مع حصص العلوم الإجتماعية، كالإقتصاد والتاريخ واللغات. أما كيف يمكن دمج علم الفيزياء مع علم الإقتصاد في نفس الحصة، فهذا لا يزال لغز بالنسبة لي، ولكن ماهو واضح هو السبب وراء هذا القرار التخريبي الخائن، الذي يخون به المسؤولين المسلمين أبنائهم وبناتهم والأجيال المستقبلية بتفتيت القواعد العلمية التي يرتكز عليها تقدم التقني للمجتمع.
 
والسبب في هذا التخريب هو النية لزيادة عدد الحصص الدينية في مقررات التدريس، والذي سيتطلب إقتطاع وقت مما هو مخصص لتدريس المواد الأخرى، وتحويل ذلك الوقت المسروق إلى الدراسات الدينية. ولا تحتاجوا لتخمين أن خيار الإقتطاع قد وقع على المواد العلمية، التي ستزاح من الوقت المخصص لها لتملأ الفراغ دراسات عدد مصات الثدي لرضاع الكبار، وما اذا قد زعقت النملة أو استخدمت تبادل الخواطر ليسمعها سليمان، وهل دفع يونس إيجار إقامته في هيلتون الحوت أم هرب منه بدون دفع؟
 
ولماذا تضحية العلوم الطبيعية بالذات لهذا الهدف من بين جميع المواد الأخرى؟ أعتقد أن أخوانهم المسلمون في الخليج قد أجابوا على هذا التساؤل قبل أربعين عام في ردهم على تساؤل أحمد عبدالسلام.
 
فبموجب هذه العقلية، يمكن تصور الوضع حين تتوصل أي دولة إسلامية إلى إنتاج وإطلاق مركبة فضائية تهبط على المريخ، إذ سوف يكون باقي البشر آنذاك قد انتقلوا إلى مجرة أخرى، وتركوهم على الأرض والمريخ، قريبين من كعبتهم ينتظرون قيامتهم.
 
* * * * * * * * * *


الجمعة، 11 يناير 2013

قارب النهر مايصلح للبحر

::
ألتقطت هذه الصورة في بحر جنوب أفريقيا، ونشرت في عدة مدن من بينها لندن وباريس. وفور نشرها، استلمت دور النشر هناك سيول من الإيمالات والمكالمات الهاتفية من جميع أنحاء العالم تسأل عما إذا كانت الصورة حقيقية أم مركبة بالفوتوشوب.

والصورة حقيقية 100%، ولا أعرف ماذا حصل للقارب أو صاحبه. والسمكة هي فصيلة القرش الأبيض.


 * * * * * * * * * *

الخميس، 10 يناير 2013

تحرير المرأة الغربية على الطريقة السلفية

::
هاليومين مشغول، وبكرة بداية الويك إند، هاكم نكتة سلفية على ما أرجع لكم:

يوسف مخيون، رئيس الحزب السلفي في مصر، يريد تحرير المرأة الغربية من العبودية والرق!!!! 

وأتصور أن أول خطوة ملحوظة سوف يتخذها، لو سنحت له الفرصة، هو تحريرها من مشكلة اختيار أزياء ملابسها، وذلك بتبسيط خياراتها وحصرها ضمن هذه الموضة فقط:



وثاني أهم خطوة هو تحريرها من أي ارتباط في المناصب القيادية والقضائية والإدارية للدولة، وإراحتها من هذه المسؤولية المصدعة بحفظها في سلامة وأمان جدران البيت ومنحها منصب إدارة شؤون الطبخ والغسل والتنظيف هناك.

وثالث خطوة لاشك أنه سوف يقوم بها، هي تحريرها من هموم تحديد مصيرها في علاقتها الزوجية بإعفائها من قرار الطلاق ووضع هذا القرار حصراً في فم زوجها، وأيضاً تكريمها بتخويلها لصفع زوجها بخدها على راحة يده فيما لو حصل بينهما شجار.

ورابع خطوة حتمية سيتخذها، وأكثر الخطوات مراوغة وتنصل وخداع، هي تغيير مرتبتها الإنسانية التي تساوي مرتبة الرجل في بلادها الغربية، وتكريمها برفعها إلى مرتبة الحمار والكلب، أسوة بما جاء على لسان رسوله محمد الذي كرمها قبله بوضعها في تلك المرتبة.

بالإضافة طبعاً إلى خطوات سلفية تحريرية أخرى مشابهة نعرفها كلنا، سوف تدفع المرأة الغربية، فيما لو حاول فرضها السيد مخيون أو أي شخص آخر عليها، إلى الترحيب بها بالطبطبة على رأسه بشدة بالطرف المدبب من كعب حذائها ...

وهذا سيكون أفضل ترحيب من أي إمرأة في الكون، لأي محاولة إسلامية سلفية لتحريرها.

* * * * * * * * * *

الأربعاء، 9 يناير 2013

من آيات وجود الله

::
أضخم دليل على وجود الله يتواجد أمام عيني وماشفته!! كيف طافتني رؤية هذا الإعجاز؟
 
وجعلنا من القارات هيئة دجاجة آية للمشككين، وقد أصمتنا بها من قبلهم الملحدين، وأطعمنا من بيضها المؤمنين، 
تبارك الله أحسن المصورين (سورة الدجاجة، آية 1-4)
 


* * * * * * * * * *

الاثنين، 7 يناير 2013

أو تسمح للرجال بالتمعن باثداء نسائنا، أو نقتلك!

::

في ما تسمى ببلاد الكفر والإباحية والرذيلة، عندما تدخل النساء هناك في محلات الملابس لشراء حاجاتهن منها، فسيتوقعن ويجدن أن الباعة فيها من نفس جنسهن وفصيلتهن الأنثوية، أي نساء مثلهن.

أما في بلاد الروحانية والإيمان، ومنبع وبؤرة الإسلام، بلاد الستر والغيرة والعفة والفضيلة، السعودية، فعندما تدخل النساء محلات الملابس لشراء حاجاتهن من الصدريات والكلسونات، والملابس الداخلية المغرية الأخرى التي تتشنج لرؤيتها الأوصال، فسيتوقعن ويجدن الباعة هناك من جنس وفصيلة أخرى مختلفة عن نظيرتها الأوربية.

سوف يجدن أن جنس الباعة من فصيلة يندرج تصنيفها تحت مسمى الذكر، المعروف حتى للمعتوه والجاهل، ناهيك عن أي إنسان مدرك وعاقل، بأن هذا الذكر مهيئ ومدفوع بايولوجياً لأن يتهيج جنسياً ويسيل لعابه أوتوماتيكياً ويسرح خياله بصحبة الأنثى، الزبونة في هذه الحالة، إلى الفراش، لمجرد النظر إلى صدرها، ناهيك عن التمعن والتفرس في حوضها، موضع الجماع الجنسي من جسدها. لأن التفرس والتمعن بهذه الأعضاء الأنثوية الجنسية المثيرة لتقييم حجمها وشكلها، وما إذا كانت هذه أو تلك الصدرية صالحة لهذا الثدي، أو تصميم هذا الكلسون الحريري الشفاف أو ذاك الأحمر المزخرف المغري صالح لشكل وحجم هذه المؤخرة والأفخاذ الموصولة بها، هو متطلب ضروري للعاملين في هذه المهنة.

فعندما يُصدر وزير العمل السعودي عادل فقيه قرار لتصحيح هذا الشذوذ الوظيفي بتخويل المرأة العمل في هذه المحلات، ماذا تتوقع من مكافحي الإباحية والرذيلة وحراس الحشمة والفضيلة أن يفعلوا تجاه القرار؟ أن يهللوا ويكبروا استحساناً له؟

قطعاً لا، فهذا هو المتوقع لو كانت معايير ورؤية المجتمع للأمور موزونة وسليمة، ولكن في بلاد تقدس الطابوق، وتُلبسه الحرير المطرز، وتزينه بالذهب والفضة، وتعطره وتبخره، وتسجد له خمس مرات كل يوم، يوم بعد يوم بعد يوم، طول حياتها، فهذه بلاد معاييرها مختلة، مقلوبة، عوراء، عرجاء، ... سمها ما تشاء، ولكنها حتماً ليست مستقيمة أو موزونة، فحرس الحشمة والفضيلة هناك ثارت ثائرتهم ضد منع السلطات من تفرس وتحديق الرجال الباعة الأجانب بأثداء ومؤخرات نسائهم، ليصل غضب هؤلاء الشيوخ إلى درجة الإبتهال والتضرع إلى السماء بقتل عادل فقيه بالسرطان، وأمهلوه ثلاثون يوماً لإلغاء القرار قبل الشروع في الدعاء عليه.

ومصدر الخبر هـنـا.
 
* * * * * * * * * *
 

الجمعة، 4 يناير 2013

السماء تخسر لواء

::

قرأت على موقع البي بي سي قبل يومين، أن القائد الطلباني مُلاّ نظير قد لقى حتفه في غارة لأحد الدرونات الأمريكية (طائرة مسلحة بدون طيار، في الصورة أدناه). وهذا القائد يمثل أحد الأربعة فرق الطلبانية الرئيسية التي تقاتل قوات التحالف في أفغانستان. وقتله الذي شمل نائبه راتا خان أيضاً وأربعة من أتباعه المقاتلين يعتبر ضربة كبيرة ضد هذه المجموعة الطلبانية.
 

ما أثار خواطري في هذا الخبر، ليس مستوى الإنجاز العسكري الذي حققته إزالة هذا الرجل ونفوذه من الساحة، أو درجة الخسارة الإستراتيجية للمقاتلين الطلبان بغيابه، فهو ليس بانتصار أو خسارة تحدد مصير الحرب القائمة هناك، رغم أن البي بي سي قد نشرته كالخبر الأول في صفحتها الرئيسية لأهميته بنظرهم. إنما أهمية الخبر بالنسبة لي هو فكرة أن السماء نفسها قد خسرت، فخسارة أعوان الرب هو خسارة للرب. أن الرب قد فقد لواء كبير في المعارك الطاحنة المستمرة التي تدور بين جنوده وجنود أعدائه. هو سقوط أحد أهم الجنرالات العسكريين التابعين لقيادة أركانها العسكرية في حربها القائمة لسيادة رسالتها وهيمنة كلمتها.

وكيف تكبدت القيادة العليا في المقر الأعلى قرب سدرة المنتهى هذه الخسارة؟ تكبدتها كنتيجة للفرق الشاسع في الإمكانيات التقنية الحربية بين أولياء الله وأعدائه، وفي مستوى تطور وقوة وأداء وفعالية الجهاز العسكري المنظم للمشركين والكفار، الذي يتمثلون في قوات التحالف. تكبدت السماء خسارة فادحة بسقوط أحد أهم جنرالاتها المدافعين بكل صدق وأمانة عن رسالتها، والعازمين على تطبيقها بحذافيرها، رغم ما يشاع عن إمكانيات القيادة السماوية وقوتها وجبروتها الميتافيزيقية اللامحدودة. فمن الواضح أن معيار النجاح العسكري والمدني على حد سواء بين مخلوقاتها البشرية يقاس بدرجة التقدم التقني العلمي العلماني اللاديني الذي لايهتم بصلاة أو زكاة، وليس بدرجة القدرة الربوبية الداعمة أو الإعتراف بها والسير على منهجها. فنتائج الأولى محسوسة وملموسة، ونتائح الثانية مزعومة ليس لها دليل. وهذا يجعل وجود الرب نفسه، إن كان موجود، وعدم وجوده سيان، فلا قوة الإيمان ولا شدة الدعاء ولا سحر خاتم سليمان سوف يستطيع إيقاف فتك صواريخ الدرونات القناصة.

الرب الذي لايتدخل لنصرة عباده إلاّ من خلال درجة إيمان عباده له، فهذا الرب لا يتواجد إلا في مخيلة الموهومين به. وأي نصر تحققه درجة الإيمان، فهو نصر ناتج عن عوامل سايكولوجية وليست سماوية.

فكرة أن هناك رب كامل العلم والقدرة، وأنه يحاول توصيل تعليماته إلى رعيته بواسطة سلسلة طويلة من الأنبياء والرسل عبر العصور، وأن محاولاته قد بائت بالفشل الواحدة تلو الأخرى، ولاتزال مستمرة إلى اليوم، رغم كمال علمه وقدرته، وكثرة إغرائاته وتهديداته وعقوباته، التي شملت جميع أنواع الكوارث الطبيعية من زلازل إلى أعاصير إلى فياضانات غطت الكرة الأرضية بأكملها، وإلى هذه الساعة تتكبد قواته على الأرض الخسائر العسكرية الفادحة المتلاحقة، هي فكرة تستحق جائزة أوسكار لو تبنتها هوليود لفلم كوميدي.

ولا يزال رغم ذلك الدليل الفاضح، البنس لم يسقط في ذهن المؤمن.
 
* * * * * * * * * *
 


الأربعاء، 2 يناير 2013

خمس أمنيات للمستقبل

::
في بداية هذه السنة الجديدة، تمر بذهني خمس أمنيات أأمل أن تتحقق، ليس بالضرورة خلال هذا العام، إنما في المستقبل، سواء القريب أو البعيد. وأمنياتي هذه بطبيعتها من الصنف الإحتمالي الغير مؤكد الوقوع، أي ربما ستتحقق وربما لا يمكن تحقيقها أبداً، لا في المستقبل القريب ولا البعيد.

بعض هذه الأمنيات عام يمس الجميع، وأحدها يخصني شخصياً، وترتيبها العددي لايعكس درجة أهميتها النسبية. فعلى صعيد عام لفائدة البشرية جمعاء، أتمنى:
 
1-  أن يتم إكتشاف سر الكون وسر الوجود نفسه، أي أن نعرف بالضبط كيف أتي وبأي آلية وماهي بالضبط مكوناته وقوانينه وكيف تعمل. وقد اكتشفناإلى الآن الكثير من أسرار الوجود، ولكن يظل أيضاً الكثير منها خافي عنا ينتظر الإكتشاف.
 
2-  أن نكتشف بالضبط كيف بدأت الحياة من الجماد، وكيف تدرجت كيميائياً لتصل إلى تكوين الخلية الأولى التي تطورت منها الحياة كما نراها حولنا اليوم. ورغم وجود الكثير من الأبحاث التي تشير إلى بعض السيناريوات المناخية التي تواجدت في بداية تكوين الكرة الأرضية، والتي أدت إلى ظهور الخلية الأولى، إلا أن هذه السيناريوات لاتزال في طور الفرضيات ولم ترتقي بعد إلى درجة النظرية.
 
3-  أن تسلم الحياة على الكرة الأرضية من أي كارثة طبيعية كارتطام نيزكي أو وباء مرضي قد يفنيها تماماً، وأن تظل مستمرة إلى نهايتها الحتمية بموت الشمس، والذي لن يحدث لحسن حظنا لبضعة مليار سنة بعد.
 
4-  أن يتمكن العلم من استنساخ وعي الإنسان، بذكرياته وهويته، قبل موته، ليمكن نقله إلى استنساخ جديد لجسده لكي يظل حياً إلى النهاية المحتومة للجميع، سواء بموت الشمس أو الكون بأكمله.
 
وعلى صعيد شخصي، أتمنى:
 
5-  أن تتحقق هذه الإكتشافات خلال سنوات حياتي.
 
وسلامتكم .....
 
همممم ... كأنك نسيت أمنية هامة يابصيص؟ أمنية تمثل هدف فتحك لهذه المدونة، واستقطاع شريحة من وقتك امتدت أربع سنوات لتكتب فيها مقالاتك. أمنية أن تتعرى الخرافة المتخفية وراء عدة أقنعة لغوية تعظيمية زائفة كـ الدين، العقيدة، الإيمان، وتنفضح حقيقتها المخادعة المحتالة، فينبذها البشر، ويهجرها الناس أفواجا أفواجا، فتتقلص وتنكمش، ثم تتهاوى وتموت وتتحلل كالجيفة المرمية على التراب، لايظل منها سوى أطياف ذكريات كابوسية قديمة. لماذا لم تدرج هذه الأمنية في لائحتك؟ وكأني أسمع هذه التساؤلات من بعض القراء.
 
وأجيبهم، بـ لا، لم أنسى ذلك، فقد قلت في بداية البوست أن أمنياتي من الصنف الإحتمالي الغير مؤكد الوقوع، واندثار الخرافة الدينية لا تدرج في هذا التصنيف، لأن مصير الأديان حتمي مؤكد، أكرر، مؤكد برأيي، وهو الإندثار، بلا شك. ولهذا فهي لاتحتاج إلى أمنية مني أو من غيري لكي تفارقنا بلا رجعة، فهي تسلك هذا المنزلق منذ قرون، ومصيرها الإنحداري هذا محتوم ومختوم.

هذه أمنياتي، ماهي أمنياتكم؟
 
* * * * * * * * * *