الخميس، 22 مارس 2012

انهزم عزرائيل في المباراة

::

اللاعب فابريس موامبا
::
::
وهي ليست الهزيمة الوحيدة التي تكبدها ملك الموت المرعب في مواجهاته مع الرعية البشرية المعرضة للهلاك، فقد انتزعوا مراراً وتكراراً بأدواتهم وعلومهم الطبية المحدودة "أرواح" ناس كثيرون من قبضة يده القاسية لينقضوا بهذا التحدي الروتيني "أمر السماء" الذي يفترض أن "لامرد له". وهذه الهزيمة الأخيرة النكراء قد تحققت قبل يومين فقط بعد محاولة فاشلة له لقبض أحد اللاعبين خلال مباراة كانت تجري على مرأى من عشرات الآلاف من المشاهدين. وإليكم التفاصيل:

خلال مباراة لكرة القدم بين الفريقين الإنجليزيين بولتون وتوتنهام، سقط فجأةً اللاعب الشاب فابريس موامبا متمدداً على الأرض وبدون أن يلمسه أي لاعب آخر. فهرع إليه طاقم الدكاترة والإسعاف ليتحروا الأمر ويقوموا باللازم. وسرعان ماتبين أن فابريس قد أصيب بسكتة قلبية مفاجأة.  

يقول الدكتور شاباز موغاي، دكتور فريق توتنهام، والذي كان حاضراً منذ بداية الموقف: "بدا لي أنه [اللاعب فابريس] قد لفظ نفسان، لم يستجب بعدهما [لمحاولات إنعاشه]".

فقام الطاقم الطبي وطاقم الإسعاف، وإخصائي القلب الدكتور أندرو دينر، الذي كان ضمن الجمهور ولكنه نزل بدوره إلى الملعب ليضيف خبرته إلى الجهود المبذولة، بإجراء مايمكن عمله لإنعاش اللاعب المتدد بلا حراك. واستمرت محاولات الإنعاش لمدة 48 دقيقة من ساعة سقوطه إلى وصوله إلى المستشفى، بالإضافة إلى 30 دقيقة أخرى بعد وصوله إلى المستشفى، أجريت عليه خلال إجمالي ذلك الوقت 27 صدمة كهربائية من جهاز الديفيبريليتر لإنعاش قلبه، ولكن بدون جدوى.

فوفقاً لأقوال الدكتور بولتين، أحد أعضاء الطاقم الطبي الذي كان يعاصر الأحداث طوال ذلك الوقت، أن خلال تلك الـ 78 دقيقة من سقوطه، كان اللاعب فابريس موامبا ميتاً، إذ أن قلبه وأنفاسه كانت متوقفة عن العمل.

ولكن مزيج العناية الطبية المركزة، والإرتفاع الشاهق في المستوي الطبي، وتواجد الأجهزة والعقاقيرالصديلية الحديثة، كلها ساهمت في إنعاش فابريس وإعادته إلى الحياة ... بعد ساعة وثمانية عشر دقيقة من موته. وقد تحسنت حالته الآن إلى درجة الإدراك بما يجري حوله، والإمكانية في المخاطبة والتندر مع الآخرين.

هذا الحدث المدهش حقاً يثير نقطتان يجدر ذكرهما:

الأولى، وقد ذكرتها عدة مرات في مقالات سابقة، تبرز لاشك مدى سوء تكوين جسم الإنسان.

كيف يتوقف قلب شاب رياضي معافى، هكذا فجأةً؟ ولماذا يفشل هذا العضو الحساس، أو أي عضو أخر، أصلاً؟ أليس وظيفته أن يؤدي دوره على أكمل وجه؟ ولكن هذا ليس مايحدث، فالكثير من أعضاء بدن الإنسان تخفق في أدائها لعدة أسباب، أسوئها الأسباب الجينية الموروثة، لأن هذا الإخفاق بالذات يحدث نتيجة للخبطة في الجينات، لخبطة في تعليمات تركيب ذلك الجهاز. وهذا خطأ سماوي فادح في الخلق، إذا نسب الخلق إلى السماء. 

الإنسان ماهو إلاّ آلة بايولوجية تتركب من عدة أعضاء، لكل منها وظيفة معينة تساهم على بقائه حياً لأداء دوره في الحياة (أياً كان ذلك الدور). أي أن مفهوم الإنسان لايختلف عن مفهوم أي آلة أخرى، كالسيارة مثلاً. فالإثنان يتكونان من مجموعة من الإعضاء والأجهزة المختلفة، لكل منها دور معين يساهم في تأدية تلك الآلة لوظيفتها التي "صممت" لأجلها (إذا كان وراء الإنسان مصمم). فإذا تعطل جزء من أي الآلتين، فسوف يؤثر ذلك العطل على أداء تلك الآلة.

ولكن عندما تتعطل قطعة في السيارة، نهرع إلى لوم المصنع على إخفاقه في رفع جودة تلك القطعة. إنما المؤمن لايطبق نفس الإستنتاج المنطقي الصحيح على عطل القطع المكونة للإنسان. لماذا؟ لأنه سيواجه مفارقة صارخة مابين كمال الخالق وسوء إنتاجه، وهذا سوف يقوّض قناعته ويهز عقيدته، فيجد نفسه مضطراً للقيام بأعسر حركات الجمباز الفكري لكي يتملص من هذه المفارقة المربكة.

والنقطة الثانية تمس إستئثار السماء بإحياء الموتى، ومثل هذه الحالات تنقض بوضوح ساطع ذلك المزعم. فعندما يسقط إنسان ميتاً، كما حدث مع اللاعب فابريس موامبا، ثم تعيده إلى الحياة العلوم الطبية البشرية وأجهزتها، ويعتمد ذلك الإنعاش من الموت على مستوى تلك العلوم وتقدم تلك الأجهزة، فهذا يدل على وجود ارتباط مابين تقدم العلوم والتكنلوجيا والدنو من القدرة التي يفترض أن تكون مقتصرة على السماء. وهذا مالم يتوقعه كتبة الوحي عندما حصروا تلك القدرات على الإله ...

وهذه إحدى أقوى المؤشرات الدالة على بشرية النصوص، فلو كانت من السماء، لعرف الإله أن البشرية المستقبلية سوف تتمكن من الخلق والإحياء، ولامتنع عن المجازفة بتحدي خلقه في إحياء الموتى ...

لأنهم قد حققوا ذلك.



* * * * * * * * * *

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

ولسه ..
في الأديان أن الآلهه تعلم وتفعل أشياء لا يعلمها أو يفعلها البشر، كجنس الجنين وإنزال الامطار وإحياء الموتى ..
وكل تقدم في العلم يؤدي إلى كسر إحدى هذه المستحيلات الإلهية.
إلا أن جعبة المتدينيين مليئة بالحيل وبالعبارات الكلامية، فعندما أثبت العلم إمكانية معرفته لجنس الجنين سارعوا بالقول أن المقصود ليس معرفة جنس الجنين بل معرفة تاريخه بالكامل مقدماً منذ لحظة الميلاد وحتى الوفاة (بل وحتى ما بعد الموت يوم القيامة الصبح الساعة خمسة!!).
ولهذا أتوقع أنه عندما يكون في إمكان العلم منع الموت بأي طريقة سواء بصناعة أعضاء جديدة تحل محل الأعضاء القديمة المستهلكة أو بإعادة تجديد الخلايا والأنسجة فإن حبايبنا المتدينين سيقولون أن إحياء الموتى ليس معناه إعادته لحياه بل معناه (تنتعا لسشش يبع عباي با يببر عيبع سليبلبسي بعيعب لعيبل يبليس خلي)!!
تحياتي..

غير معرف يقول...

عرف لنا الموت اولا
ومن ثم لماذا فشل طبك عن احياء ملايين الحالات الاخرى!!!!
فسر لنا الامر ايها الذكي
نقطه اخرى:
تتدعي ضعف الخلق من خلال سقوط لاعب رياضي
لماذا لا تقول العكس
الخلق قوي والدليل ان اجهزة هذا اللاعب عادت للعمل بعد ساعه ونصف من التوقف؟؟!!
الخلق قوي بحيث انه صمم للتفاعل ايجابيا مع مساعدات اخرى خارجيه وهي هنا الاسعافات الطبيه,اليست هذه نقطة قوه في تصميم الخلق القديم؟؟
من الجميل ان تحترم العلم وتستفيد منه
لكن من القبيح ان تجيره لافكار سفيهه من قبيل نظرية التطور الساذجه

basees@bloggspot.com يقول...

الأخ/ت الكريم/ة غير معرف/ة ،،

هذا مايسمى بـ تحريك خشبة المرمى. فكلما صوبت الكرة، حركوا الهدف عنها.

خالص تحياتي

********************

الأخ/ت الكريم/ة غير معرف/ة ،،

"عرف لنا الموت اولا"

عندما يتوقف النفس والقلب ولايتجاوب الإنسان للمثيرات، فهذا الإنسان ميت. هناك إختبارات إضافية أخرى، ولكن الدكتور شخص موته، فهو ميت. ولو ترك على حالته بدون عناية طبية لدفن بعدها.

"ومن ثم لماذا فشل طبك عن احياء ملايين الحالات الاخرى!!!!"

يكفي للبشر إحياء حالة واحدة فقط ليسقط مزعم إلهك باحتكار عملية الإحياء.

"تتدعي ضعف الخلق من خلال سقوط لاعب رياضي
لماذا لا تقول العكس
الخلق قوي والدليل ان اجهزة هذا اللاعب عادت للعمل بعد ساعه ونصف من التوقف؟؟!!"

هذه ليست الحالةالوحيدة فهناك الآلاف غيرها، وأمراض السرطان مثلاُ تقتل عشرات الآلاف يومياً وتنتج عن خلل في الجينات. وهذا خلل يحدث في عملية إنقسام الخلايا.

"من الجميل ان تحترم العلم وتستفيد منه
لكن من القبيح ان تجيره لافكار سفيهه من قبيل نظرية التطور الساذجه"

يرى بعض الناس أن نظرية التطور التي أثبتتها عقود من الأبحاث ودعمتها جبال من الدلائل العلمية ماهي إلاّ فكرة ساذجة، إنما قصة السندباد فهي حقيقية وعميقة!

خالص تحياتي

غير معرف يقول...

اريد ان اريحك مما تخيلته انت ..
بداية لو فعلا اعتقد الطبيب انه احيى ميتا في هذه الحاله لكان نصيبه اكثر من جائزة نوبل..
ما حدث هو عملية تنفس صناعي وتحريك للقلب صناعيا..
ما حدث هو توصيل الاكسجين للدماغ وخلافه من خلال الصعقات الكهربائيه والتنفس الصناعي والادويه
الصعقات كانت تقلص القلب وترخيه وبالتالي ضخ الدم ومعه الاكسجين المدخل صناعيا..بالتالي لا يوجد هنا معجزه..
تماما كما هو الحال في من يربط على اجهزة الحياة الصناعيه تمتد لسنوات احيانا كما هو حال شارون اليوم, بمجرد رفع الاجهزه ستموت هذه الحالات , وهذا شكل من اشكال ما يسمى يالقتل الرحيم
هل تعلم ان الانسان وصل الى 17 دقيقه بدون تنفس وتحت الماء , هل هذا كان ميتا؟؟
قصتك تم تفسيرها هل اقتنعت؟؟

التحدي ان ياتي كل الطب بعد الساعه والنصف من توقف التنفس والقلب طبيعيا و بعدها لتاتي كل اجهزة الطب وتعيد الحياة عندها سنبصم لك ولهم بالعشره..هل هذا واضح؟؟

مرة اخرى الصدمات المتواصله والتنفس الصناعي كان شغالا منذ اللحظة الاولى بالتالي كان الاكسجين يصل الدماغ ولو بشكل ضئيل.
ولأن صاحبك له عمر عاد من (غيبوبته)..
نعم عاد من غيبوبته
وليس من موته كما تتخيل..

واخيرا ليس غريبا ان يعتبر البعض هذا الامر خارقا كما هو حال تلك الجالسه في الهواء في بوستك السابق مع ان الخدعه واضحه لاي لبيب ..

أما بالنسبة لنظرية التطور الداروينيه فهي ساقطه امام اقل تساؤل من ملايين التساؤلات...

تدعي ان عليها ملايين الادله..

لا بد انك تواجهت مع احدهم والذي طلب منك ايجاد(خليه واحده حيه) وليس بعوضه او ذبابه..ما دام الطب يحيي الموتى بنظرك
وما دامت نظرية داروين اصبحت حقيقه..
متى ستعلن لنا هذا الانجاز؟؟!!

اعلنه وعندها ساكون اول من يؤمن بنظريتك ..
وأخيرا لا ادري مم انت خائف,ولماذا الاشراف على التعليقات..!!