السبت، 2 أكتوبر 2010

دولة بلا دين

::


تخيلوا أن هناك قوم يعيشون في مجتمع بلا أي دين أو ملة ..

تخيلوا أن هؤلاء القوم قد عرفوا الأديان الأخرى، السماوية منها والوثنية، وعرفوا رسالاتها وفلسفاتها وكتبها ورسلها وماتأمر به وما تنهى عنه، ولكن رغم ذلك فضلوا بكامل إختيارهم نبذها كلها، وانتهجوا عوضاً عنها حياة تخلوا من أي حكم ديني يلزمهم بأي شيئ. فهم أحرار في معاملاتهم وفي سلوكياتهم وفي علاقاتهم وفي أخلاقياتهم وفي مآكلهم ومشاربهم وفي كل تصرف آخر لهم في الحياة. لايحدهم أي دين أو مذهب، ولايغريهم منه أي فوز أم مكسب. لاتضبطهم إلاّ أنفسهم، ولاتلزمهم إلاّ قوانين وضعية تطبقها سلطات علمانية لادينية لاتستند في تشريعاتها إلاّ على ماتمليه عليهم ضمائرهم ومااكتسبوه في الحياة من خبرة وحنكة وتجارب.

ماذا سيؤول إليه مصير هذا المجتمع ياترى في غياب الواعز الديني والرادع الرباني؟
ماذا ستكون نتيجة غياب الخوف من الحساب وعدم الإكتراث بالثواب أوالعقاب؟

إنعدام العفة والفضيلة وتفشي الفساد والرذيلة؟
إنعدام الضمير والأخلاق وإرتفاع في العنف والقتل والنهب والسلب والخداع؟
إنحلال وتفتت أسري يؤدي إلى تفتق وتمزق في النسيج الإجتماعي؟
تزعزع وانحدار ينتهي بخراب ودمار؟

لأن هذا هو المصير الذي يروجه الأطباء الكواكس(1) الذين أقدموا على تحصين الناس من تلك الشرور بلقاحات تكبيل الحريات والحجر على التفكير وفرض الأحكام والتهليع والترويع. فهل هناك نموذج من واقعنا الحاضر لمثل هذا المجتمع العلماني اللاديني "الفاسق" لكي نرى بأعيننا ذاك المصير الكارثي الذي سوف يحل به؟

نعم توجد عدة نماذج والمجتمعات الإسكندنافية بعضها، ولنأخذ الدنمارك كمثال.

الدنمارك هو ذلك المجتمع الذي بدأت به هذا البوست لاعتباره من أشد المجتمعات علمانية وأقلها تديناً في وقتنا الحاضر، وربما في تاريخ البشرية أيضاً. ولنقرأ بعض الإنطباعات البسيطة لأحد المقيمين الأجانب فيه من خلال تجربته السابقة هناك ومن خلال إقامته الحالية فيه. يقول الكاتب واسمه فِل زوكرمان في مقالة أقتبس منها بعض الملاحظات هنا مع بعض التصرف في الترجمة:

لقد رجعت مرة أخرى لأسكن في مدينة آرثوس، ثاني أكبر مدينة في الدنمارك، وكما لمست من تجربتي السابقة هنا، أشعر بالدوار من إرتفاع مستوى العقلانية والإنسانية والتحضر والأمان والهدوء الذي يسود كل شيئ. دعوني أمدكم ببعض الأمثلة:

أصيبت أبنتي الكبيرة بنوبة من الكحة فأخذتها إلى الطبيب. ولما وصلت هناك رأيت أن العيادة كانت نظيفة وممتعة للنظر، ولم أضطر إلى الإنتظار فدخلنا على الدكتور الذي كان لطيفاً معنا وأظهر دراية واحترافاً بالتشخيص. لم يكلفنا العلاج شيئاً عندما انتهينا لأن الخدمات الطبية هنا مجانية تماماً توفرها الدولة للجميع وتسندها بالضرائب. ولاأعتقد أن من الممكن أن تكون الرعاية الصحية عندهم أفضل مستوى من ذلك.

إنظمت إبنتي الصغيرة إلى مدرسة بعيدة عنا، ولم يكن لدينا سيارة لأخذها هناك. ولكن عدم وجود السيارة لم يسبب مشكلة، فقد وفرت الدولة لها تاكسي مجاناً. ولأن سائقين التاكسيات هنا ينتمون إلى رابطة عمالية، فمستوى أجورهم عالية ولهم منح ممتازة وإجازات كثيرة مما ينعكس على طباعهم الهادئة السعيدة ولباسهم المهندم وسيارتهم النظيفة.

توجد هنا شوارع خاصة واسعة وآمنة للدراجات، أشعر فيها بنوبات من السعادة كل يوم حين أركب دراجتي ذهاباً وإياباً من العمل عندما أرى كيف تعطي السيارات أولوية تامة لركاب الدراجات بدلاً من رفع قبضات اليد غضباً والصراخ عليهم. 

ولكن دعنا عن تلك الملاحظات الشخصية ولننظر إلى بعض الحقائق عن حالتهم الإجتماعية. فحسب جميع المقاييس والمؤشرات الدولية، نجد أن جميع الأوضاع في هذه الدولة على أفضل المستويات، من الرخاء الإقتصادي إلى الإنجاز التعليمي، ومن إنخفاض معدل الجرائم ومستوى البطالة إلى إرتفاع مستوى المعيشة ودرجة الرضا والسعادة. هذا المجتمع هو الأفضل على وجه الكرة الأرضية.

ولكن هل توجد عندهم مشاكل؟ طبعاً توجد، لايمكن تفادي المشاكل في أي مكان لأنها تنبع من الطبيعة البشرية. ولكن هنا في الدنمارك، تحل المشاكل بالأساليب العقلانية: بالمنطق، بالحوار، بالنقاش، بالمراقبة وبالتعاطف.

أنا زرت الدنمارك بنفسي عدة مرات في السابق، ولاأعتقد أن هذا الكاتب أعطاها حقها بتلك الملاحظات العابرة، فهي أرقى وأرفع من ذلك الوصف بكثير. ولايحتاج القارئ الكريم أن يصدقني أو يصدق الكاتب. بل أقول إحمل حقائبك إذا تمكنت وزر إحدى تلك الدول ولن يخب ظنك، أعدك بذلك.

فهل صحيح أن المجتمعات العلمانية الغير متدينة تنغمس في الفساد والرذيلة والإنحلال الخلقي والتفتت الأسري والتفتق الإجتماعي الذي سوف تنعكس تداعياته على الحالة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية متمثلاً بإرتفاع مستوى البطالة والجريمة، وكثرة التسول في الشوارع، وتدهور الخدمات التعليمية والصحية والمدنية، وتزعزع البنية التحتية، وأنتشار الفوضى والفساد والمحسوبية في أجهزة الدولة، وسرقات المال العام وتبديده، والشلل الإدراي، وسيطرة الأقلية الأيليت على الأقلبية المسكينة، واستياء الناس من تلك الأوضاع المزرية وسخطهم عليها .....

لحظة .. لحظة ... تلك التداعيات المهولة ذكرتني بالبلاء الذي تعاني منه دول أخرى، قطعاً ليست علمانية، إنما دينية محافظة .... آآآآه نسيت أسمائها .. أي دول؟ .. أي دول؟ .... هممم راحت عن بالي .. هي دول صغيرة جغرافياً على ماأتذكر، إنما ضخمة مادياً وملتزمة دينياً، تُنبذ فيها العلمانية وتحارَب بضراوة، ولكن بالرغم من تغلغل الدين في جميع شؤون الحياة فيها، فهي تعاني من أغلب تلك المصائب التي تُنسب كذباً وبهتاناً إلى العلمانية ...

ماأسم تلك الدول؟ نسيتها ... ذكروني فيها.
ماهو تعريف العلمانية؟ ماهي العلمانية؟ مامعنى العلمانية؟ كيف تأسست العلمانية؟ من أسس العلمانية؟ متى تأسست العلمانية؟ ماهي فوائد العلمانية؟ ماهي مضار العلمانية؟ كيف تأسست العلمانية؟ هل العلمانية ناجحة؟ هل المنهج العلماني ناجح؟ هل الحكم العلماني ناجح؟ ماهو مدى نجاح العلمانية؟ هل فشلت العلمانية؟ لماذا فشلت العلمانية؟ لماذا العلمانية فاشلة؟ ماأسباب فشل العلمانية؟ أين تطبق العلمانية؟ من هو العلماني؟ ماهو تعريف العلماني؟ هل الدول العلمانية ناجحة؟ هل الديموقراطية تعني العلمانية؟ هل الديموقراطية تتطلب العلمانية؟ ماهو الفرق بين الديموقراطية والعلمانية؟ هل تختلف الديموقراطية عن العلمانية؟

(1)  كواكس  Quack = طبيب مشعوذ

هناك 29 تعليقًا:

panadool يقول...

أوربا غير المسلمين يطبقون الإسلام بطريقة أفضل من المسلمين

BookMark يقول...

أنت تريد أن تبين أن الدين سبب الفساد في كثير من بلاد العالم؟
لا يا عزيزي ليس للدين شأن بهذا الأمر إن كان الناس قد أساءوا استخدامه،
وكذلك في تلك البلدان المتحضرة لم يكن لغياب الدين سبب في تمدنها حيث أنك لو اطلعت على تعاليم الأديان عمومًا والإسلام خصوصًا لوجدت أنهم نفذوا ما جاء به الإسلام من غير أن يدركوا ذلك،
كل مافي الأمر أن الموازين انقلبت عند البعض وصار الكثيرون يستغلون الدين لتحقيق أطماع دنيئة.


هذه المرة لا تحجب تعليقي لوسمحت فأنا أرجو منك أن تنشره، وعلى مسئوليتي،
إلا إذا كنت تخشى أن يؤثر هذا التعليق في قناعات البعض تجاه ماتطرح!

دمت بخير وسلام

Godless يقول...

هذا الواقع يا اخ بصيص كلما انحل الدين من شعب عاشو في سلام وطمئنينة وهذا هو الحال ايضا في هولندا عند زيارتي لها وهي من الدول التي اغلبيتها ملحدين كالسويد,, امن وامان ورخاء ونضوج اجتماعي وثقافي. هي نتيجة تطورية لعقل الإنسان. اشكرك على المقال الرائع

@panadool
اوروبا طبقت الاسلام بعزله عن القانون والدولة اي بعدم تطبيقة !! لو طبقوه لصارو مثل السعودية والصومال واليمن والعياذ بالطاغوت.

Sami يقول...

احنا لو نطبق " لكم دينكم و لي دين " جان احنا بخير

غير معرف يقول...

يمكننا تطبيق الاخلاق بعيدا عن الدين يمكن وضع قانونا وضعيا ينفع الجميع ويطبقه الجميع دون تمييز ويعتبر الجميع سواسية امام هذا القانون بغض النظر عن عرقهم ومذهبهم هذا القانون افضل من القوانين التي جاءت بها الاديان ومنها الدين الاسلامي الذي فرق بين المرأة والسيد والعبد والمسلم وغير المسلم ... الخ، كما ان الدين الاسلامي لم يعتمد على الوعظ والاكتفاء بالعقوبة السماوية بل وضع عقوبات ارضية بشعة كالرجم وقطع الرأس والجلد وغيرها من العقوبات التي تنال من انسانية الانسان .. شكرا للموضوع القيم

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي بانادول ،،

ماتجده في أوربا بشكل عام هو غالباً موقف الاّإكتراث بأي دين، يميل إلى الإلحاد بشكل واضح في الدول الإسكندنافية والتي بدورها تتمتع بإزدهار ورخاء إقتصادي واجتماعي أكثر من شقيقاتها من الدول الأوربية الأخرى.

لك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزتي بوك مارك ،،

ماأردت إبرازه في هذا البوست هو أن تبني العلمانية وعدم الإلتزام بمنهج ديني، أي دين، لايسبب بالضرورة ضرر على المجتمع، كما يُزعم. إنما الحقائق تُثبت العكس تماماً.

وكيف، كما تقولين، أن البلدان المتحضرة نفذت الإسلام بدون أن تدرك ذلك، وشعوبها لاتصلي ولاتصوم ولاتزكي ولاتحج ولاتعترف بالله ولابرسوله؟؟؟ وهل الإسلام هو إسلام بدون أي من تلك الأعمدة، ناهيك عن غيابها كلها من حياة تلك الشعوب؟

لاأقول أن غياب الدين هو سبب مباشر لازدهار تلك الدول، لأني لاأعرف إن كان هناك دليل على ذلك. ولكني أعرف أن هناك علاقة واضحة بين مستوى تدين المجتمع ودرجة إزدهاره، والعلاقة عكسية، أي إنخفاض التدين يصاحبه إرتفاع في رخاء ذلك المجتمع، كما هو الوضع في الدول الإسكندنافية، وهذا بحد ذاته مؤشر على أن غياب الدين قد يكون في الواقع هو السبب.

ولاأخشى من تأثر القراء الكرام بأي من الآراء المطروحة، أياً كانت، فكل له قناعاته واستعداداته الذهنية لتقييم الآراء وقبول أو رفض ما يراه الأصلح.

وتقبلي تحياتي

Ameerov يقول...

(فى غياب الدين يكون الخيّر خير لنفسه والشرير شرير لنفسه..الدين يجعل الإنسان الخيّر بطبعه شريراً)
- ستيفن واينبرج أو كما قال

بدلاً من الاسترشاد الأعمى بالدين أو أى فكرة خيالية أثرية لتقرير ماهو أخلاقى أو ضرورى للجميع, يستخدمون عقولهم ويحكّمون حسهم الأخلاقى والإنسانى لمنفعة الجميع
والجميع هو أى إنسان

السويد والنرويج والدنمارك من الدول التى بها أعلى نسبة إلحاد وهى نفسها كانت من أوائل الدول التى رحبت باللاجئين السياسيين والدينين والعراقيين (من ذهب منهم هناك لم يشكو من شىء سوى التأخر فى تطبيق الشريعة الإسلامية)!!!!

لو كان فى دين اللاجئين منفعة ما كان حيبقى فيه لجوء من أساسه
ولو كان إسلامهم جنة ماكان حيبقى فيه سعوديين أو غيرهم يحلموا بقبول طلبات اللجوء فى مطارات إنجلترا وأمريكا
- - -
دى بلد بأحلم أكمل حياتى فيها
(وأغيظ المسلمين بيها)

ماتعرفش طريقة يا بصيص؟
:)

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي Godless ،،

لم أزر هولندا، ولكني أتفق معك بأنها أحد أكثر الدول الأوربية علمانية وأنها تتمتع دوماً بمستوى مرتفع من الرخاء والإستقرار والأمان.

هناك عوامل كثيرة تشجع على الإنتاج والإبداع في المجتمعات الحرة التي لاتتقيد بضوابط الدين كالحجز على الحريات في التعبير وفي التفكير والتي تعاني منها مجتمعاتنا. كما أن غياب الطائفية الدينية والتي تسبب مشحانات وكراهية وعداء مستمر بين فئات المجتمع، ترهق الفكر والنفس وتثبط العزيمة وتعيق الإنتاج.

أسعدني ياعزيزي استحسانك للموضوع
ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي سامي ،،

"لكم دينكم ولي دين" آية منسوخة بآية السيف، فلايمكن تطبيقها. أعتقد أن تطبيق العلمانية، وجعل الدين ممارسة خيارية فردية بدون تدخل أي من المؤسسات الحكومية، هو البديل.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي نزار ،،

القوانين الوضعية أكثر مرونة وأوثق صلة وأكثر مواكبة مع التغييرات والتطورات التي طرأت على المجتمعات البشرية عبر الأزمان من الأحكام الدينية الثابتة. فحتى مفاهيم الأخلاقيات والقيم تتغير بتغير الأوضاع الإجتماعية وتطورها، وماكان يصلح للمجتمعات الصحراوية قبل 1400 سنة لايصلح بالضرورة لمجتمعات اليوم.

ولكن لتحقيق نظام إجتماعي عادل لايفرق بين جنس أو آخر أو فئة أو أخرى ولايلزم الناس بأحكام لايتفقون هم أساساً عليها، ومنحهم في نفس الأوان حرية ممارسة عباداتهم لأي مذهب أو ملة، يتطلب ذلك عزل الدين عن الدولة وحصر القوانين ضمن إطار تشريعي وضعي.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي أميروف ،،

ستيفن واينبرج قال أيضاً في مقابلة له مع جوناثان ميلر أن صديقه وشريكه في جائزة نوبل، الفيزيائي محمد عبدالسلام، إشتكى عنده مره عن عدم إكتراث المسؤولين التربويين في دول الخليج لمنح أهمية أكبر للعلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء في مقرراتهم الدراسية، وذلك لتخوفهم من أن تلك العلوم سوف تنخر في معتقداتهم الدينية.

هذه المخاوف هي أحد العوامل الكثيرة التي تعاني منها المجتمعات التي ترزح تحت هيمنة العقائد الدينية. وفي المقابل، مالاتعاني منه الدول الإسكندنافية والأوربية الأخرى هو هذا التلكأ والتخوف من إقامة قواعد تربوية علمية وأساسات ثقافية صحيحة ومتكافئة مع ماهو مطلوب لتخريج أجيال تملك من الثقافة والوعي والمعرفة لما يؤهلها لدفع عجلة التقدم الحضاري في تلك البلاد والتي تؤدي بدورها إلى الرخاء والإزدهار والرضا والسعادة والطمئنينة والأمان لأفراد ذلك المجتمع.

وهناك عدة طرق لتحقيق حلمك في العيش في إسكندنافيا ياعزيزي، أسهلها أنك تتعرف على بنت هناك وتتزوجها وتعيش معها في سبات ونبات وتخلفون صبيان وبنات.

حظاً سعيداً
ولك تحياتي وتبريكاتي مقدماً

غير معرف يقول...

هاتلي دولة طبقت المدنية والحريه بشكل سليم وتاخرت وهات دوله طبقت الدين بشكل صحيح وتقدمت ..

Saleh يقول...

لا أظن أن للعلمانية أو للدين الأثر الكبير على التقدم الحضاري للدول، نظرة إلى التاريخ تخبرنا أن من أعظم الحضارات كانت في دول بلا دين (على الأقل ليس بالمستوى الذي نعرفه)، هاك مصر القديمة و الصين القديمة مثالا على ذلك، و على قدم المساواة كانت من دول إسلاميةقبل مئات السنين، و هناك الأمثلة على عكس ذلك، أي تخلف في ظل دين و في ظل علمانية، في الحقيقة لم أستطع أن أكون فكرة واضحة عن أسباب تخلفنا كمسلمين، لكن لا نستطيع الدور الذي يلعبه الفساد و المحسوبية و التناحر، و كتابة دساتير بإملاء ات لا تعبر عن ما تريده الشعوب (إن كان هناك دساتير أصلاً)، و تقسيمنا إلى دول متناحرة بل أحياناً طوائف تجد من يغذي كرهها للآخرين، أما الدين الذي يتخذه البعض مطية للحكم فلا أظن أن له علاقة بالتخلف، فما الذي يمنعه الدين و نحتاجه لتقدمنا أو ما الذي يجبرنا عليه الدين و نحتاج للتخلص منه لنتقدم؟ للأسف كلنا و كذلك حكوماتنا بعيدون عن تعاليم الدين.

غير معرف يقول...

I have to admit Basees that reading your posts gives me the sweet joy of thinking which is worth it to bear with the "nerve-racking" comments of some of your readers..
كنت وحتي وقت قريب مثل هؤلاء لدي نظرة أحادية "إسلامية" للحياة تسلخ الحقيقة عن الواقع والتجربة ..
هل فكر أحدكم قبل أن يقول أن البلاد المتقدمة مثيلة المجموعة الإسكندنافية تطبق الإسلام دون وعي؟!
أي إسلام هذا و هم – كما أشار بصيص في أحد ردوده – لا يقيمون أي من دعائم الإسلام من شهادة و صلاة و صوم و.. و ..
ناهيك عن أنهم يقيمون عكس تعاليم الإسلام تماماً، حيث يشربون الخمور و يقيمون "علاقات" دون زواج و كثير منهم يرفض الإنجاب بل و قد يلجأ أو تلجأ لتدخل طبي لحسم هذا الأمر للأبد؟!!
كما وصل بهم "اللاوعي الإسلامي" إلي إعطاء المرأة حقها كإنسان كامل و ليس "نصف" إنسان فولوها أمورهم و أوكلوا إليها القيادة و الولاية – إن هي استحقت ذلك- بعلمً وجهد!! ً أوليس رسول الإسلام هو الذي قال "لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة"
و لكننا نجدهم يخالفون هذا "الإعجاز النبوي" ليولّوا المرأة و يفلحوا .. ولا عزاء للخائبين!!
هذه الدول لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد فكفي كذباً وافتراءً .. هذه الدول ليس فيها جواري و لا عبيد والجميع يعامل فيها سواسية و لا فرق بين مسلم ومسيحي و ملحد و رجل و إمرأة وحر وعبد و كل هذا العبث الإسلامي .. ولا يتجرأ أحدكم و يقول أن هذا هو الإسلام لأن هذه هي الأخلاق و الفطرة الإنسانية البيضاء و التي حاول الإسلام أن يتمسّح فيها و لكنه فشل عندما ترك العبودية و عندما أعطي المرأة نصف حقها و عندما قال لغير المسلمين عيشوا معنا و لكن ادفعوا الجزية و أنتم صاغرين!!!
هناك مبدأ تعليمي هام يسمي بالعصف الذهني أو Brain Storming
وهو ما يحاول بصيص في هذا البوست وغيره أن يفعل . أن تغلق الباب علي ما عندك من أفكار و قناعات راسخة و أن تفتح عقلك لفكرة جديدة و تتركها تعصف بذهنك و تولّد أفكاراً أخري عسي أن تجد حقيقة و لا تقلق عل أفكارك و دينك فلو كان قوي بما يكفي كما تظن لن يخيب رجائك و ستعود إليه أكثر قوة..
تقبل اعتذاري بصيص عن التعليق الطويل .. ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي بن باز ،،

لاأعرف أي من تلك الدولتين. ربما يأتينا بعض القراء الكرام الذين يختلفون معك في الرأي بمثل هذه النماذج إن كانت موجودة.

ولك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي صالح ،،

ظنك بعدم تأثر المجتمعات بالمنظومات العلمانية أو الدينية تحسمه عملية مقارنة بسيطة بين الدول المطبقة لكلا المنظومتين في وقتنا الحاضر. خذ السويد والنرويج والدنمارك كأكثر الدول علمانية وقارنها بإيران والسعودية والسودان كأكثر الدول تدين.

هل تعتقد أن هناك توازي بين تلك الكتلتين في التقدم الحضاري؟
هل هناك تقدم ممكن أن نسميه تقدم حضاري في إيران أو السعودية أصلاً؟

المؤشرات واضحة، الدول العلمانية تتمتع برفاهية ورخاء وعدالة ومساواة وانخفاض في الجريمة والفساد والمحسوبية أكثر مما تحلم فيه الدول الدينية. وهذه حقائق مدعمة بالمشاهدة والأرقام.

لك تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي/عزيزتي 13ways ،،

Glad to know my posts are acheiving their goal by stimulationg thinking. I don't have much to add to your excellent comment addressing the faithful. And don't worry about the lenth of the comments, just express your thoughts as you wish regardless of their length or breadth

My best wishes

Saleh يقول...

عزيزي بصيص، لنفرق بداية بين العلمانية و الديموقراطية، و لنفرق بين أن تُحكم الدولة بالدين و بين أن يكون للناس في هذه الدولة دين، و بين أن تُحكم الدولة بالدين و بين أن تُحكم بشيء آخر مغلف بغلاف إسمه الدين. إن اتفقنا على أن مثل هذاه الفروق موجودة فستكون المقارنة التي عقدتها غير صحيحة.

لأوضح: أتفق معك أن الدول الديموقراطية (السويد و النرويج و الدانمارك) هي أكثر نجاحا من الدول الدكتاتورية و إن كانت مغلفة بأي غلاف كان: سواء ديني مثل الدول التي ذكرت، أو علماني كسوريا و تونس، أو شيوعي ككوبا، ... إلخ.

في الحقيقة أتمنى عليك أن تدلني على دولة تُحكم بالدين (لا تقل لي: السعودية و السودان و إيران، فأنا أستطيع أن أقدم لك من الأدلة الكثير أن هذا غير صحيح)، و لكن هناك الكثير من الدول التي يُشكل الدين جزءً مهما من حياة سكانها: الدول الثلاث، إيطاليا، إيرلندا، سيريلانكا، توجو، مالاوي و لا أجد أي علاقة بين دين محدد (أو لا دين) و تطور ذلك الشعب، و للمفاجأة ٧٠ % من السويديين مسيحيين لوثريين و اللوثرية هي الدين الرسمي للدانمارك و كانت كذلك للسويد حتي عام ٢٠٠٠.

و من ناحية أخرى أظن أن المقارنة التي طرحتها ظالمة لأنها لا تأخذ بعين الإعتبار الفرق في أعمار الدول، و كذلك لا تأخذ بعين الإعتبار الضغوط الخارجية و المسموح و الغير مسموح لها أن تعمله و أن تطوره.

و أظنك تستطيع إعطاء أمثلة كثيرة على دول ديموقراطية (و علمانية) و لكنها غير متطورة: تجد أمثلة كثيره في أفريقية و أمريكيا الوسطى و غيرهم.

و كذلك هناك التراث الشعبي الذي لا يقبل بالمساس بهيبة الوالد/القائد/شيخ العشيرة حتى و إن كان فاسدا.

آسف على الإطالة و عدم إعطاء كل نقطة حقها في التوضيح.

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي صالح ،،

بداية أعتذر عن التأخير في الرد على تعليقك وذلك بسبب محدودية الوقت المتاح لي للكتابة في هذه المدونة.

كيف تتحقق الديموقراطية إذا كان النص السماوي هو الغالب؟ لا ياعزيزي، لاتستطيع أن تفرق بين العلمانية والديموقراطية، فالإثنان مترادفان، لايمكن تحقيق ديموقراطية متكاملة إن لم يكن هناك فصل بين الدين والدولة.

كما أنك تريد أن تلوم الأنظمة الكتاتورية على عدم وجود الأمان والسلام بين المواطنين مثلاً، وهذا غير مقنع. إذ لايمنع أن يكون هناك تعايش سلمي بين المواطنين إذا لم يكن هناك إختلاف عقائدي بينهم، ولكن كيف يكون هناك سلام ووئام تحت أي نظام حاكم إذا كانت هناك تكتلات شيعية وسنية ومسيحية ودرزية يكفر بعضهم بعضاً ويحرض بعضهم على كره الاخر؟

وتقول:
"أتمنى عليك أن تدلني على دولة تُحكم بالدين (لا تقل لي: السعودية و السودان و إيران، فأنا أستطيع أن أقدم لك من الأدلة الكثير أن هذا غير صحيح)"

كيف غير صحيح؟؟؟
أيران يحكمها نظام ولاية الفقيه، مما يعني أن الحاكم الفعلي هو شخص يعتقد أنه يستمد سلطته من الله، وأوامره تُستمد من الدين ولها أولوية على القرارات البرلمانية والتي تستمد شرعيتها هي الأخرى وفقاً للدين.

والمادة الأولى من الدستور السعودي ينص على تطبيق الشريعة الإسلامية. فكيف لاتُحكم هاتان الدولتان بالدين؟

ولاأفهم مادخل أعمار الدول في رخائها وازدهارها أو في التعايش السلمي بين مواطنيها، ولاأعرف ماهي تلك الضغوط الخارجية التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية لتحد من تقدمها.

وتقبل تحياتي

بن روزا يقول...

سأخذ المسأله من الشق الاهم الا وهو المتعلق بتخلف العرب والمسلمين بشكل عام

أليست كل الممارسات التي نقوم بها وتؤدي بشكل مباشر للتخلف كالعنصريه القبليه والواسطات والتجهيل والاستبداد والظلم وهضم الحقوق والديكتاتوريه والسرقه والنهب وطمس العلم والكسل والجبن الفكري وعشق النوم وسوء المعامله والكثير الكثير مما لايسع ذكره ويميز تخلفنا هو أصلا من الأمور التي نها عنها الاسلام وحض على عكسها؟؟لماذا نعزي التخلف للاسلام بينما نعلم يقينا أن أحسن الدول الأسلاميا التزاما بالدين هي فقط ملتزمه بمظاهره ولا تطبقه تماما بل على العكس عند الخوض بالتفاصيل ستجدها بعيده كل البعد عن جوهر وأساسيات الدين...

لقد زرت تلك الدول والحقيقه أنها كماوصفتم من تطور وتكنولوجيا وراحه ورخاء ماديه على كل الصعد,الا أنها أكثر الدول انتحارا وتحثت بعنمق مع بعض مواطنيها وعندهم الكثير من الثغرات االعاطفيه والنفسيه

من العدل (بحسب وجهة نظري وخلاصة ما أعتقده) أن لا نلقي اللوم على الاسلام لتخلفنا ولا ننسب الفضل في رقي حضارتهم الى الالحاد..فلا الحاد منهج حياه عملي تطبيقي يؤدي الى الرقي ولا الاسلام مطبق بالحد الأدنى لتلومه على التخلف

غير معرف يقول...

رد على بن روزا
عن اذن المدون .. هل ممن ان تدلن اي اسلام هذا الذي تريد ان تطبقه الدول بصورة صحيحة؟ هل هو اسلام قطع يد السارق ام هو اسلام رجم الزناة حتى الموت ام هو اسلام من قلع لك عينا اقلع له عينا ومن جذع انفك اجذع انفه؟ ام هو اسلام ان قتل سيدا حرا امرأة او عبد سقط عنه القصاص؟ ام هو اسلام ضم سبايا الحرب لملك اليمين والاعتداء عليهن واغتصابهن؟ لا اريد ان اكمل فالقائمة طويلة ولكن لا احد منكم يقرأ ومعظمكم يببر للاسلام جرائمه .. تحياتي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي بن روزا ،،

تقول:
"لماذا نعزي التخلف للاسلام بينما نعلم يقينا أن أحسن الدول الأسلاميا التزاما بالدين هي فقط ملتزمه بمظاهره ولا تطبقه تماما بل على العكس عند الخوض بالتفاصيل ستجدها بعيده كل البعد عن جوهر وأساسيات الدين"

منذ بداية الدولة الإسلامية قبل 1400 سنة إلى اليوم، لم تمر عليها أي حقبة نستطيع وصفها بحقبة رخاء وازدهار وتقدم حضاري طوال تلك المدة سوى الثلاثة قرون في نهاية الدولة العباسية. وباقي المدة لم يسود فيها على العالم الإسلامي سوى الغزوات والحروب والفوضى والفساد والجهل والتخلف والذي استمر إلى اليوم.

أنت تريد أن تقول أن العالم الإسلامي برمته، على تعدد أجناسه وكثرة أعداده، فشل في تطبيق الإسلام الصحيح على مدى مئات السنين!!!

طيب، إن كان الناس حاولوا تطبيق الدين الصحيح لمئات السنين وفشلوا، أليس هذا دليل كافي على أن المشكلة ليست في الناس وقدرتهم على تطبيق الدين بل في الدين نفسه؟

ثم أن قولك بأن الدول الإسكندنافية هي "أكثر الدول إنتحارا" هو كلام غير صحيح. أدناه وصلة جدول لنسبة الإنتحار في أغلب دول العالم، يبين أن عدد المنتحرين لكل 100000 نسمة يبلغ في السويد 18 والنرويج 16 والدنمارك 16 مقارنة مع بيلاروس 63 وليثوينيا 55 وكازاخستان 46 والذين يترأسوا القائمة. فعلى أي أساس الدول الإسكندنافية "أعلى الدول إنتحاراً" ؟؟؟؟؟

ولك تحياتي

http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_countries_by_suicide_rate

كمبيوترجي يقول...

صديقي العزيز بصيص ...
بعيداً عن التحدث بخصوص الأديان أو الإنتماءات او العقائد ...

أرغب بزيارة الدنمارك فعلاً ليس لاجل شرحك في البوست على انهم دولة بلا دين و ما الى هنالك ...

بل فقط لرغبتي بزيارتها فحسب و الاطلاع على المعالم و المناطق الاثرية عندهم و المنتجعات العامة و رؤية ما يتحدثون عنه دائماً بخصوص تقدمهم الاقتصادي
فقد احاطت بنا الكثير من المنتجات الدنماركية و ارغب بشدة بزيارة احدى مصانعها لعلي اعرف ما السبب في جودة منتجاتهم عن بعض المنتجات الاخرى ليست بالضرورة العربية بل حتى لمقارنتها مع بعض المنتجات الامريكية او الاسيوية !

فهذا فضولي بهم :)
و لو حصلت لي فرصة زيارتها اعدك باخبارك عنها و ربما التقي بك يوماً ما ليس لأننا مختلفون في الاديان بل لانك صديقي فحسب ...

تقبل مني التحية
كمبيوترجي

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي الكمبيوترجي ،،

أشجعك على زيارة الدنمارك فهي من خلال تجربتي الشخصية من أرقى وأهذب وألطف الدول التي زرتها، وسوف تلاحظ ذلك المستوى الراقي فوراً من خلال نظافة الشوارع والمرافق العامة والنظام وحسن معاملة الناس لبعضهم والأمان والسلامة.

طبعاً هم لايزالون بشر، يفرحون ويحزنون ويغتاضون ولابد أنك سوف تلاحظ سلبيات أيضاً، ولكن بمقارنة مجتمعهم بالمجتمعات الأخرى سوف تلاحظ فرقاً كبيراً.

لم أخرج من كوبنهاغن العاصمة لارتباطات زياراتي، وهي مدينة صغيرة نسبياً ومركزها التجاري صغير، ولذلك أنصحك بزيارة مدن أخرى أيضاً تفادياً للملل.

وأتمنى لك زيارة سعيدة وآمنة ياصديقي العزيز، وأتطلع إلى إخبارنا بانبطاعتك عنها. وسوف يسعدني جداً لقائك يوماً ما إذا شائت الظروف.

وتقبل تحياتي

rachid يقول...

رشيد من المغرب
أحييك على نشر تقافة التنوير و العقلانية مدونتك جميلة و مفيدة

basees@bloggspot.com يقول...

عزيزي رشيد ،،

أهلاً وسهلاً بزيارتك، وأسعدني جداً أنك وجدت المقالات تنويرية ومفيدة إذ أن هذا ماأسعى لتحقيقه دوماً في هذه المدونة.

وتقبل تحياتي

Unknown يقول...

والله تم والله لا تكون الاجسام سليمة ولاسعيدة ولا مدينة للحيات فان الدين فطرة فطر الله عليها الانسان فلا تكتمل فرحة ولا طماءنينة الى بطاعة خلقها ورازقها ولا تخلو مضارات ولا السلبيات .الرازق لا رازق له ومعين لا معين له والحق منصور وكيف لا ابغي الحق انصرو الله ينصركم. شكرا

Unknown يقول...

اين تكون الأمانة وحفظ العهد والصبر على المصيبة في اسوء حالة يمر بها الفرد لو كان بلا دين الدين ينعكس على الفرد قبل المجتمع..